حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ) حفظ
القارئ : حدثنا موسى، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده..)
الشيخ : أنا عندي : ( كَسرى ) غريب، يقول: ضبط في بعض النسخ بفتح الكاف وفي بعضها بكسرها، وكلاهما صحيح كما في كتب اللغة.
كَسرى وكِسرى.
القارئ : ( والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ).
الشيخ : هذا أيضاً قوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ) ظاهره العموم وأنه لا تقوم للفرس دولة عليها ملك من ملوك الفرس، ولا للروم دولة عليها ملك من ملوك الروم، ولكن إذا نظرنا إلى الواقع وجدنا أن الأمر بخلافه، فيحمل على ما إذا كان ذلك حال عز المسلمين فإنه لا يمكن أن يقوم للدولة الرومانية ولا للدولة الفارسية ملك من الملوك لأنهم مقهورون بعزة الإسلام، أما إذا انخذل المسلمون وذلوا فإنه يمكن أن تقام الملكية في فارس وفي الروم، عندك كلام عليه؟
القارئ : وقد تقدم شرحهما في أواخر علامات النبوة، والغرض منهما قوله : ( والذي نفسي بيده ).
الشيخ : القسطلاني ما قال شيء ؟
االقارئ : يقول: سبق في الجهاد.
الشيخ : في الجهاد ؟ إيه ، وهذا في باب علامات النبوة يقول.
القارئ : يقول : وفيه علم من أعلام النبوة إذ وقع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم والحديث سبق
الشيخ : في الجهاد ؟ إي خذ الفتح " علامات النوة "
قوله عليه الصلاة والسلام : ( والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما ) قد يقول قائل : هل في هذا مخالفة لقوله تعالى : (( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله )) ؟
وجوابه أن يقال : ليس في هذا مخالفة، لأن الذي نهى الله عنه أن يقول الإنسان عن فعله الشيء، أما عن الخبر فإن هذا لا يعارض الآية، والنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث إنما أخبر خبراً. وبناءً على ذلك نقول: إذا قال الرجل والله لأفعلن هذا غداً يريد أن يخبر عما في ضميره فإنه لا يأثم بذلك، أما إذا قال والله لأفعلنه يريد أن يطبق هذا بالفعل فهذا حلف يأثم عليه إلا أن يقول إن شاء الله. وقد وقع الأمر كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام فإنها غنمت أموال كسرى وقيصر وأنفقت في سبيل الله.