حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن المعرور عن أبي ذر قال ( انتهيت إليه وهو في ظل الكعبة يقول هم الأخسرون ورب الكعبة هم الأخسرون ورب الكعبة قلت ما شأني أيرى في شيء ما شأني فجلست إليه وهو يقول فما استطعت أن أسكت وتغشاني ما شاء الله فقلت من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال الأكثرون أموالًا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا ) حفظ
القارئ : عن أبي ذر قال : ( انتهيت إليه وهو يقول في ظل الكعبة : هم الأخسرون ورب الكعبة هم الأخسرون ورب الكعبة قلت ما شأني أيرى في شيء ما شأني فجلست إليه وهو يقول فما استطعت أن أسكت وتغشاني ما شاء الله فقلت من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال الأكثرون أموالًا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا)
الشيخ : الشاهد قوله : ( ورب الكعبة ) فأقسم النبي عليه الصلاة والسلام برب الكعبة، وهذه ربوبية خاصة كما قال الله تعالى : (( قل إنما أمرت أعبد رب هذه البلدة التي حرمها وله كل شيء )) لكن هذه ربوبية خاصة. وربوبية الله إما عامة مثل : (( الحمد لله رب العالمين ))، وإما خاصة مثل : (( رب موسى وهارون ))، وقد اجتمعا في قول السحرة : (( آمنا برب العالمين رب موسى وهارون )).
وفي هذا الحذر من جمع المال وأن المال خسارة على صاحبه إلا من بذله في طاعة الله فإنه يكون ربحا له في الدنيا والآخرة، ولكن هل هذا على سبيل الوجوب بمعنى أنه يجب على الإنسان أن يوزع ماله وأن لا يبقي عنده ثروة؟ أو نقول إن الإنسان إذا أدى الواجب من الزكاة فما زاد عن ذلك فهو تطوع وهذا هو الواقع يعني أنه لا يجب على الإنسان أن يبذل من ماله شيئاً زائداً عن الزكاة إلا ما كان له سبب كإطعام الجائع وكسوة العاري وما أشبه ذلك.
وفيه تكرار الكلام عند الاهتمام به ولهذا كرر النبي عليه الصلاة والسلام هذا الكلام مرتين : ( هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة ).