حدثني إسحاق أخبرنا حبان حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( أتموا الركوع والسجود فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم ) حفظ
القارئ : وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
قال البخاري رحمه الله تعالى: حدثني إسحاق، أخبرنا حبان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أتموا الركوع والسجود، فوالذي نفسي بيده، إني لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم، وإذا ما سجدتم ).
الشيخ : في هذا الحديث أن من جملة ما يقسم به الرسول عليه الصلاة والسلام قوله : ( والذي نفسه بيده )، وهذا تكرر كثيراً، ومعنى ( والذي نفسي بيده ) أي وجودها وبقاؤها والتصرف فيها كلها بيد الله، فوجود النفس في الإنسان من الله عز وجل هو الذي خلقها، وبقاؤها إلى أجل مسمى أيضاً بيد الله، والتصرف فيها بيد الله سبحانه وتعالى، فصار هذا القسم قسماً عظيماً.
وفيه آية من آيات الرسول عليه السلام وهو أنه يراهم إذا ركعوا وإذا سجدوا ويقول أتموا الركوع والسجود، ونحن لا نرى من وراءنا إذا ركعنا أو سجدنا ولكن هذا من آيات النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الرؤية أي كونه يرى من وراءه خاص في حال الصلاة، أما في غيرها فليس يرى من وراءه، ودليل ذلك أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يمشي معه في بعض أسواق المدينة وكان على جنابة، فانخس رضي الله عنه واغتسل ثم رجع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أين كنت يا أبا هريرة؟ ) قال: كنت جنباً فكرهت أن أجالسك على غير طهارة، فقال : ( سبحان الله إن المؤمن لا ينجس ) ولكن الله عز وجل جعل له هذه الآية في حال الصلاة من أجل أن يرقب أصحابه في متابعته وفي إتمام صلاتهم.