وقال عمرو بن عاصم: حدثنا همام : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة: أن أبا هريرة حدثه : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن ثلاثة في بني إسرائيل أراد الله أن يبتليهم، فبعث ملكا، فأتى الأبرص فقال: تقطعت بي الجبال، فلا بلاغ لي إلا بالله ثم بك ) . فذكر الحديث حفظ
القارئ : وقال عمرو بن عاصم: حدثنا همام، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة، أن أبا هريرة، حدثه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن ثلاثة في بني إسرائيل أراد الله أن يبتليهم، فبعث ملكاً، فأتى الأبرص، فقال: تقطعت بي الجبال، فلا بلاغ لي إلا بالله ثم بك ) فذكر الحديث.
الشيخ : الجبال بالجيم أو الحبال ؟
القارئ : الجبال بالجيم.
الشيخ : نسختان ، بسم الله الرحمن الرحيم
لا يقول ما شاء الله وشئت، يعني أنه لا يجوز أن يجمع الإنسان بين مشيئة الله ومشيئة غيره بالواو، لأن الواو تقتضي التسوية، فإذا قلت ما شاء الله وشئت كأنك جعلت مشيئة العبد بإزاء مشيئة الله، ولهذا لما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت، قال : ( أجعلتني لله نداً ) أي مشابهاً ونظيراً، ( بل ما شاء الله وحده ). وأما ما شاء الله ثم شئت فهذا لا بأس به وذلك لأن ثم تقتضي الترتيب بمهلة وتراخي وتدل على أن معطوفها متأخر في المرتبة عن المعطوف عليه فهو جائز، وكذلك إذا قال ما شئت مما يمكن فيه مشيئة الخلق فإنه لا بأس به، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لرجل سأله أتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال : ( إن شئت ).
فإذا كانت المشيئة التي أضيفت للمخلوق مما يمكنه القيام بها ولم تقرن بمشيئة الله بالواو فلا بأس.
وأما قوله : " وهل يقول أنا بالله ثم بك؟ " فهذا البخاري رحمه الله جزم بالنفي في الأول، وتردد في الثاني أن يقول أنا بالله ثم بك، وذلك لأن قوله أنا بالله ثم بك يحتمل أن يكون المراد أنا بالله وجودا ًثم بك وهذا لا يصح أبداً لأنه لا إيجاد من المخلوق لشيء، هذا احتمال، أنا بالله ثم بك يعني موجود بالله ثم بك هذا لا يجوز، لأن الإيجاد خاص بالله عز وجل، أنا بالله ثم بك استعانة فهذا جائز لأن الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه جائزة، أنا بالله ثم بك عياذاً أو لياذاً فهو أيضاً جائز لأن الاستعاذة بالمخلوق فيما يقدر عليه المخلوق جائزة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من وجد معاذاً فليعذ به ).
فلهذا تردد البخاري هل يقولها أو لا وذلك لأن فيها معنى واحداً لا يستقيم ولا بثم وهو الإيجاد، أنا بالله ثم بك إيجاداً، فإن المخلوق لا علاقة له بإيجاد المخلوقات. ماذا قال ابن حجر؟
الشيخ : الجبال بالجيم أو الحبال ؟
القارئ : الجبال بالجيم.
الشيخ : نسختان ، بسم الله الرحمن الرحيم
لا يقول ما شاء الله وشئت، يعني أنه لا يجوز أن يجمع الإنسان بين مشيئة الله ومشيئة غيره بالواو، لأن الواو تقتضي التسوية، فإذا قلت ما شاء الله وشئت كأنك جعلت مشيئة العبد بإزاء مشيئة الله، ولهذا لما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت، قال : ( أجعلتني لله نداً ) أي مشابهاً ونظيراً، ( بل ما شاء الله وحده ). وأما ما شاء الله ثم شئت فهذا لا بأس به وذلك لأن ثم تقتضي الترتيب بمهلة وتراخي وتدل على أن معطوفها متأخر في المرتبة عن المعطوف عليه فهو جائز، وكذلك إذا قال ما شئت مما يمكن فيه مشيئة الخلق فإنه لا بأس به، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لرجل سأله أتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال : ( إن شئت ).
فإذا كانت المشيئة التي أضيفت للمخلوق مما يمكنه القيام بها ولم تقرن بمشيئة الله بالواو فلا بأس.
وأما قوله : " وهل يقول أنا بالله ثم بك؟ " فهذا البخاري رحمه الله جزم بالنفي في الأول، وتردد في الثاني أن يقول أنا بالله ثم بك، وذلك لأن قوله أنا بالله ثم بك يحتمل أن يكون المراد أنا بالله وجودا ًثم بك وهذا لا يصح أبداً لأنه لا إيجاد من المخلوق لشيء، هذا احتمال، أنا بالله ثم بك يعني موجود بالله ثم بك هذا لا يجوز، لأن الإيجاد خاص بالله عز وجل، أنا بالله ثم بك استعانة فهذا جائز لأن الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه جائزة، أنا بالله ثم بك عياذاً أو لياذاً فهو أيضاً جائز لأن الاستعاذة بالمخلوق فيما يقدر عليه المخلوق جائزة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من وجد معاذاً فليعذ به ).
فلهذا تردد البخاري هل يقولها أو لا وذلك لأن فيها معنى واحداً لا يستقيم ولا بثم وهو الإيجاد، أنا بالله ثم بك إيجاداً، فإن المخلوق لا علاقة له بإيجاد المخلوقات. ماذا قال ابن حجر؟