قال سليمان في حديثه ( فمر الأشعث بن قيس فقال ما يحدثكم عبد الله قالوا له فقال الأشعث نزلت في وفي صاحب لي في بئر كانت بيننا ) حفظ
الشيخ : عهد الله سبحانه وتعالى هو ما ذكره الله في قوله : (( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً )) فعهد الله ما عهد به إلى عباده، ومنه بيان الحق والعلم الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى العبد فإن إعطاء الله العبد علماً هو عهد من الله بينه وبين العبد أن يبينه للناس، كما قال الله تعالى : (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )) والذين أوتوا الكتاب لو تسأل أي عالم من العلماء هل بينك وبين الله عهد أبرمته فقلت يا رب أعاهدك أن أبين ما علمتني إلى الناس؟ لقال : لا، لكن إعطاء الله العلم للشخص هذا عهد لكنه عهد بالفعل ليس عهدا بالقول، فالذين يشترون بعهد الله أي بما عاهدوا الله عليه سواء كان العهد باللسان أو العهد بالفعل.
وأما قوله : (( وأيمانهم ثمنا قليلاً )) فهذا هو الشاهد من الآية، الذين يشترون بأيمانهم ثمناً قليلاً، وذلك في الخصومة، يقع بين رجلين خصومة فيدعي أحدهما على الآخر أن في ذمته له كذا وكذا ، فيقول المدعى عليه ليس في ذمتي لك شيء، فيوجه القاضي إلى المدعى عليه إذا لم يكن للمدعي بينة ويقول له أتحلف؟ فيحلف والله ما في ذمتي لفلان شيء، وفي هذه الحال يحكم القاضي ببراءة المدعى عليه فيكون المدعى عليه الذي حلف وهو كاذب يكون اشترى بيمينه ثمناً قليلاً وهو ما أنكره من حق خصمه، وهو قليل مهما بلغ من الكثرة لأن متاع الدنيا كلها قليل.