حدثنا آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها إلى بعض ) رواه شعبة عن قتادة حفظ
القارئ : حدثنا آدم، حدثنا شيبان، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فتقول: قط قط وعزتك، ويزوى بعضها إلى بعض ) رواه شعبة، عن قتادة.
الشيخ : الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته، الحلف بعزة الله وصفاته من باب عطف العام على الخاص، لأن العزة من الصفات فيجوز للإنسان أن يحلف بعزة الله فيقول: وعزة الله لا أفعل كذا، ويجوز أن يحلف بأي صفة من صفات الله مثل وقدرة الله لأفعلن كذا، وعلم الله لأفعلن، ورحمة الله لأفعلن، أي صفة من صفات الله، إلا أن الصفات الخبرية غير الوجه فالحلف بها شيء من النظر مثل اليد والقدم والعين، أما الوجه فيحلف به لأنه يعبر به عن الذات كقوله تعالى : (( ويبقى وجه ربك )).
فالصفات المعنوية يحلف بها لا شك سواء كانت الصفاة المعنوية ذاتية كاللازمة أو فعلية كالتي تحدث تبع مشيئة الله تعالى مثل النزول إلى السماء الدنيا، فإذا قلت واستواء الله على عرشه فالحلف جائز ونزول الله إلى السماء الدنيا جائز وإن كان ذلك صفة فعلية، طيب لو قلت ووجه الله لأفعلن ؟ جائز، أما يد الله أو أصبع الله وما أشبه ذلك من الصفات الخبرية فهذه محل نظر. طيب كلماته، كلماته أيضاً يجوز الحلف بها وهي من صفات الله، لكنه عطفها على الصفات من باب عطف الخاص على العام. ففي الترجمة الآن عطف عام على خاص وعطف خاص على عام. كلمات الله سبحانه وتعالى أيضاً يجوز الحلف بها، فتقول وكلمات الله التامات لأفعلن كذا ولا بأس لأن الكلمات صفة من صفات الله سبحانه وتعالى فيجوز الحلف بها
ثم استدل البخاري رحمه الله بحديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( أعوذ بعزة الله ) فاستعاذ بعزة الله سبحانه وتعالى، فاستنبط البخاري من ذلك جواز الحلف بالعزة.
وقد قال الله عن إبليس: ((فبعزتك لأغوينهم )) وهذه صيغة قسم، لأنها أجيبت باللام، جواب القسم لأغوينهم.
وقال أبو هريرة : (يبقى رجل بين الجنة والنار، فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، لا وعزتك لا أسألك ) قوله : ( ولا عزتك ) هذه للتأكيد، ( لا أسألك غيرها )، الشاهد قوله : ( وعزتك ).
وقال أيوب : ( وعزتك لا غنى بي عن بركتك ) وهذا حلف نبي، والأنبياء مبرؤون من الشرك، فلا يمكن أن يحلفوا بيمين لا يحل القسم بها.
وكذلك النار تقول قط قط وعزتك، يعني حسبي حسبي وعزتك.
وقوله : ( حتى يضع رب العزة ) قد يشكل على بعض الناس كيف أضاف الرب إلى العزة وهي صفة من صفاته غير مخلوقة، فنقول إن الرب هنا بمعنى صاحب وليس بمعنى خالق، رب العزة أي صاحب العزة، فيها قدمه.