وقوله جل ذكره : (( ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون)) . حفظ
الشيخ : وقوله جل ذكره : (( ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً إن ما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون )) لا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً المراد بالثمن القليل ما كان من أمر الدنيا، إذا عاهد الإنسان ثم غدر من أجل الدنيا فقد اشترى بعهد الله ثمناً قليلاً. قال : (( إن ما عند الله هو خير لكم )) يعني إذا وفيتم بالعهد ولو على حساب ما يفوتكم من الدنيا فلا يهمنكم لأن ما عند الله خير لكم. (( إن كنيم تعلمون )) هذه جملة شرطية يعني إن كنتم من ذوي العلم فإنما عند الله هو خير لكم. وهنا ينبغي أن تقف عند قوله : (( هو خير لكم )) لأنك لو وصلت لكانت الجملة الشرطية شرطاً في الخيرية أي إن كنت تعلم فهو خير وإن كنت لا تعلم فليس بخير مع أنه هو خير سواء علمت أم لا تعلم.
وهنا إشكال يحله لنا هداية الله: إن ما عند الله ، عندنا مكتوبة ما وحدها، مع أن في القرآن كثيراً ما تكتب إن و ما جميعاً مثل : (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة )) فلماذا فصلت ما هنا عن إن ؟
الطالب : ما مكتوبة
الشيخ : بلى هذه بالمتن موجودة
الطالب : اعراب ما المقصود
الشيخ : لا أريدك أن تنظر إلى الآية هل ما مقرونة بإن أو مفصولة ؟
الطالب : مفصولة
الشيخ : مفصولة ، لماذا ؟ مع أننا نرى في القرآن كثيراً إنما موصولة بإن
الطالب : لأن هذه ما نافية
الشيخ : هذه نافية ؟!
الطالب : لا ليست نافية (( ما )) موصولة.
الشيخ : موصولة أحسنت، وما في قوله : (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة )) ؟ مقرونة بإن
الطالب : كافة.
الشيخ : كافة، أحسنت. واضح يا جماعة، عرفتم؟ إذا كانت ما اسماً موصولاً فإنه يجب فصلها عن إن، وإذا كانت كافة فإنه يجب وصلها ب إن، إذا قلت : إنما القائم زيد مفصولة أو موصولة ؟ موصولة، إنما أداة حصر، إنما القائم زيد.
وإذا قلت: إن ما قام زيد، أنا ما أريد أنه ما قام إلا هو، هذه مفصولة يعني إن الذي قام زيد.
واضح ؟ وطيب.