حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلمةً وقلت أخرى قال من مات يجعل لله ندًا أدخل النار وقلت أخرى من مات لا يجعل لله ندًا أدخل الجنة ) حفظ
القارئ : حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة وقلت أخرى قال : ( من مات يجعل لله ندا أدخل النار ) وقلت أخرى : ( من مات لا يجعل لله ندا أدخل الجنة ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الباب أراد المؤلف رحمه الله أن يبين هل الكلام عند الإطلاق يشمل الذكر أو لا يشمله ؟ فبين أن ذلك على نية الإنسان، فإذا قال والله لا أتكلم اليوم فإن كان يريد أن لا يتكلم كلام إنسان لم يحنث بالقرآن ولا بالذكر ولا بالصلاة لأن هذا لا يسمى كلام الإنسان، وإن أطلق أو أراد التعميم يعني أي كلمة تكون من لسانه فإنه على نيته.
ثم استشهد رحمه الله بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الكلام أربع: سبحان الله، والحمد الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ) يعني أفضل ما يتكلم به الناس هو هذه الأربع، وأما القرآن فهو أفضل منها لأن القرآن كلام الله تكلم به، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير سماه كلاماً.
وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل : (( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )) وهي أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله. وقال مجاهد : " كلمة التقوى لا إله إلا الله ".وهذا يدل على أن الذكر يسمى كلاماً.
ثم استشهد بالأحاديث التي وصلها وهو قوله عليه الصلاة والسلام لما حضرت أبا طالب الوفاة : ( قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) أحاجَّ بالفتح، ويقال بالرفع أحاجُّ، فعلى الفتح تكون جواباً لكلمة قل وهي مجزومة وحركت بالفتح للتخفيف أو لالتقاء الساكنين، وعلى رواية الرفع أحاجُّ تكون صفة لكلمة، الجملة صفة لكلمة، والمعنى أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر عمه أن يقول لا إله إلا الله لعلها تنفعه عند الله عز وجل، ولكن هذا العم كانت قد سبقت له الشقاوة والعياذ بالله فأبى أن يقول لا إله إلا الله لأنه كان عنده رجلان من قريش لما رأياه قد تأهب قالا له أترغب عن ملة عبد المطلب وهي ملة الشرك والعياذ بالله فكان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب فمات على هذه الكلمة، فشفع له النبي عليه الصلاة والسلام عند الله فكان في ضحضاح من النار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وإنه لأهون أهل النار عذاباً وهو يرى أنه أشدهم عذاباً. الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى لا إله إلا الله إيش ؟ كلمة.
ثم ذكر أيضاً حديث أبي هريرة الذي ختم به المؤلف كتابه وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) ما أولانا أن نقول هاتين الكلمتين دائماً لأنهما حبيبتان إلى الرحمن جل وعلا فالذي ينبغي لنا أن نستغل الفرصة ما دام هاتان الكلمتان يحبهما الله عز وجل أن تكون دائماً على ألسنتنا وهما كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( خفيفتان على اللسان سبحان وبحمده سبحان العظيم ) وكأنهما شطر من بيت رجز من خفتهما على اللسان: سبحان الله وبحمده سبحان العظيم، أكثر منهما لأنهما حبيبتان إلى الله عز وجل. الشاهد قوله : ( كلمتان ) حيث سمى هذا التسبيح إيش ؟ كلمة.
طيب، قوله : ( سبحان الله وبحمده ) قال العلماء إن الواو هنا للحال يعني أسبح الله والحال أن تسبيحي مصحوباً بالحمد، والباء قالوا إنها للمصاحبة، فيجمع الإنسان هنا بين التنزيه والتمجيد والثناء، تنزيه في قوله سبحان، والتمجيد والثناء في قوله وبحمده، لأن الله عز وجل منزه عن صفات النقص ثابت له صفات الكمال.
ثم ذكر المؤلف حديث عبد الله بن مسعود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كلمة وهي : ( من مات يجعل لله نداً أدخل النار )، وقال هو كلمة : " من مات لا يجعل لله نداً أدخل الجنة " فابن مسعود رضي الله عنه فهم من منطوق الكلام في قوله عليه الصلاة والسلام : ( من مات يجعل لله نداً أدخل النار ) فهم من هذا المنطوق المفهوم لهذا المنطوق وهو العكس بالعكس : " من مات لا يجعل لله نداً أدخل الجنة ".
قد يقول قائل : أليس هناك حال وسط بين النار والجنة ؟ فالجواب لا، لأنه ليس ثمة إلا داران، إما نار وإما جنة، فمن نجا من النار دخل الجنة.
فهذه الأحاديث والآثار التي ذكرها المؤلف رحمه الله تدل على أن التسبيح والتحميد يا بخاري؟ إيش؟
الطالب : أنه كلام
الشيخ : أنه كلام، وأن الإنسان إذا قال والله لا أتكلم اليوم فسبح وحمد ولم يكن له نية فإنه يكون حانثاً.
طيب، وفي هذا دليل على أن الكلمة في اللغة العربية هي الجملة المفيدة وأن قول ابن مالك في الألفية: وكلمة بها كلام قد يؤم هذا على اصطلاح من ؟ النحويين، أما في اللغة فالكلمة هي الجملة المفيدة، قد تكون خطبة صفحات، تسمى كلمة، قال الله تعالى : (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة )) مع أنها كلمات : (( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ))، وسمها الله كلمة لأن الكلمة في اللغة العربية غيرها في اصطلاح النحويين.
وفي هذا دليل على أن النية تخصص العام، وهو كذلك، فمن نوى بالعام خاصاً فهو على نيته، فلو قال رجل: زوجاتي طوالق، وله أربع زوجات، وقال: أنا بغيت ثلاثا منهن، فلانة وفلانة وفلانة، فالرابعة لا تطلق، ليش؟ لأنه خصص العام بالنية. ولو قال: والله لا أتكلم وهو يريد أن لا يتكلم في هذا المجلس فقط فإنه لا يحنث إذا تكلم في مجلس آخر، لأن النية تقيد المطلق.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الباب أراد المؤلف رحمه الله أن يبين هل الكلام عند الإطلاق يشمل الذكر أو لا يشمله ؟ فبين أن ذلك على نية الإنسان، فإذا قال والله لا أتكلم اليوم فإن كان يريد أن لا يتكلم كلام إنسان لم يحنث بالقرآن ولا بالذكر ولا بالصلاة لأن هذا لا يسمى كلام الإنسان، وإن أطلق أو أراد التعميم يعني أي كلمة تكون من لسانه فإنه على نيته.
ثم استشهد رحمه الله بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الكلام أربع: سبحان الله، والحمد الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ) يعني أفضل ما يتكلم به الناس هو هذه الأربع، وأما القرآن فهو أفضل منها لأن القرآن كلام الله تكلم به، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير سماه كلاماً.
وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل : (( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )) وهي أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله. وقال مجاهد : " كلمة التقوى لا إله إلا الله ".وهذا يدل على أن الذكر يسمى كلاماً.
ثم استشهد بالأحاديث التي وصلها وهو قوله عليه الصلاة والسلام لما حضرت أبا طالب الوفاة : ( قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) أحاجَّ بالفتح، ويقال بالرفع أحاجُّ، فعلى الفتح تكون جواباً لكلمة قل وهي مجزومة وحركت بالفتح للتخفيف أو لالتقاء الساكنين، وعلى رواية الرفع أحاجُّ تكون صفة لكلمة، الجملة صفة لكلمة، والمعنى أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر عمه أن يقول لا إله إلا الله لعلها تنفعه عند الله عز وجل، ولكن هذا العم كانت قد سبقت له الشقاوة والعياذ بالله فأبى أن يقول لا إله إلا الله لأنه كان عنده رجلان من قريش لما رأياه قد تأهب قالا له أترغب عن ملة عبد المطلب وهي ملة الشرك والعياذ بالله فكان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب فمات على هذه الكلمة، فشفع له النبي عليه الصلاة والسلام عند الله فكان في ضحضاح من النار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وإنه لأهون أهل النار عذاباً وهو يرى أنه أشدهم عذاباً. الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى لا إله إلا الله إيش ؟ كلمة.
ثم ذكر أيضاً حديث أبي هريرة الذي ختم به المؤلف كتابه وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) ما أولانا أن نقول هاتين الكلمتين دائماً لأنهما حبيبتان إلى الرحمن جل وعلا فالذي ينبغي لنا أن نستغل الفرصة ما دام هاتان الكلمتان يحبهما الله عز وجل أن تكون دائماً على ألسنتنا وهما كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( خفيفتان على اللسان سبحان وبحمده سبحان العظيم ) وكأنهما شطر من بيت رجز من خفتهما على اللسان: سبحان الله وبحمده سبحان العظيم، أكثر منهما لأنهما حبيبتان إلى الله عز وجل. الشاهد قوله : ( كلمتان ) حيث سمى هذا التسبيح إيش ؟ كلمة.
طيب، قوله : ( سبحان الله وبحمده ) قال العلماء إن الواو هنا للحال يعني أسبح الله والحال أن تسبيحي مصحوباً بالحمد، والباء قالوا إنها للمصاحبة، فيجمع الإنسان هنا بين التنزيه والتمجيد والثناء، تنزيه في قوله سبحان، والتمجيد والثناء في قوله وبحمده، لأن الله عز وجل منزه عن صفات النقص ثابت له صفات الكمال.
ثم ذكر المؤلف حديث عبد الله بن مسعود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كلمة وهي : ( من مات يجعل لله نداً أدخل النار )، وقال هو كلمة : " من مات لا يجعل لله نداً أدخل الجنة " فابن مسعود رضي الله عنه فهم من منطوق الكلام في قوله عليه الصلاة والسلام : ( من مات يجعل لله نداً أدخل النار ) فهم من هذا المنطوق المفهوم لهذا المنطوق وهو العكس بالعكس : " من مات لا يجعل لله نداً أدخل الجنة ".
قد يقول قائل : أليس هناك حال وسط بين النار والجنة ؟ فالجواب لا، لأنه ليس ثمة إلا داران، إما نار وإما جنة، فمن نجا من النار دخل الجنة.
فهذه الأحاديث والآثار التي ذكرها المؤلف رحمه الله تدل على أن التسبيح والتحميد يا بخاري؟ إيش؟
الطالب : أنه كلام
الشيخ : أنه كلام، وأن الإنسان إذا قال والله لا أتكلم اليوم فسبح وحمد ولم يكن له نية فإنه يكون حانثاً.
طيب، وفي هذا دليل على أن الكلمة في اللغة العربية هي الجملة المفيدة وأن قول ابن مالك في الألفية: وكلمة بها كلام قد يؤم هذا على اصطلاح من ؟ النحويين، أما في اللغة فالكلمة هي الجملة المفيدة، قد تكون خطبة صفحات، تسمى كلمة، قال الله تعالى : (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة )) مع أنها كلمات : (( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ))، وسمها الله كلمة لأن الكلمة في اللغة العربية غيرها في اصطلاح النحويين.
وفي هذا دليل على أن النية تخصص العام، وهو كذلك، فمن نوى بالعام خاصاً فهو على نيته، فلو قال رجل: زوجاتي طوالق، وله أربع زوجات، وقال: أنا بغيت ثلاثا منهن، فلانة وفلانة وفلانة، فالرابعة لا تطلق، ليش؟ لأنه خصص العام بالنية. ولو قال: والله لا أتكلم وهو يريد أن لا يتكلم في هذا المجلس فقط فإنه لا يحنث إذا تكلم في مجلس آخر، لأن النية تقيد المطلق.