حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله بن كعب بن مالك عن عبد الله بن كعب وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك في حديثه وعلى الثلاثة الذين خلفوا فقال في آخر حديثه ( إن من توبتي أني أنخلع من مالي صدقةً إلى الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) حفظ
القارئ : حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك، يقول في حديثه : (( وعلى الثلاثة الذين خلفوا )) فقال في آخر حديثه: إن من توبتي أني أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك )).
الشيخ : قصة الثلاثة مبسوطة في التاريخ ومشار إليها في القرآن : (( وعلى الثلاثة الذين خلفوا )) وهؤلاء قوم خلفهم النبي عليه الصلاة والسلام عن الحكم فيهم حين رجع من تبوك، وليس المراد بقوله : ((خلفوا )) أي تخلفوا عن الغزو، ولهذا قال خلفوا أي خلفهم غيرهم، والذي خلفهم من؟ الرسول عليه الصلاة والسلام حين جاء الناس بعد رجوعه من تبوك يعتذرون، وهؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم منعهم إيمانهم أن يعتذروا بما ليس بعذر وأخبروا بالصدق، وقالوا ما لنا عذر، وأصرحهم كعب بن مالك رضي الله عنه لأنه كان أشبهم وقال إنه ما له عذر وأنه عنده راحلتين وأنه لو جلس عند أحد من ملوك الدنيا لخرج منه بعذر لأنه قد أوتي جدلاً، ولكن هو يخاطب النبي عليه الصلاة فيخشى أن يحدثه بحديث يعذره به فينزل الوحي فاضحاً له كما قال تعالى : (( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس )) أعوذ بالله (( ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يعملون )) (( يحلفون لكم لترتضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين )) فضيحة والعياذ بالله، لكن كعب بن مالك وصاحباه رضي الله عنهم حينما صدقوا أنزل الله سبحانه وتعالى فيهم آية تعادل الآية التي نزلت في الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه (( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم )) هذه آية، (( وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم )) آية، في النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه كلهم آية، وفي هؤلاء الثلاثة آية، منقبة عظيمة وفضل عظيم لهؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم.
والذي يقرأ ما جاء في التاريخ يعرف ما حصل لهم من الأدب مع الله ورسوله وعدم الضوضاء والفوضى وانصياعا للأوامر، ليسوا كبعض الناس الموجودين الآن إذا جاءهم شيء قاموا يتكلمون، لا، تأدبوا مرة، حتى إنهم لما أتموا أربعين ليلة جاءهم رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تعتزلوا نساءكم، وإلا كل الناس هاجرينهم حتى أبو قتادة ابن عم كعب بن مالك وهو من أحب الناس إليه يأتيه في بستانه يسلم عليه ما يرد عليه السلام وهو ابن عمه ومن أحب الناس إليه، لماذا؟ لأن الرسول قال اهجروهم، هجرهم الناس، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أحسن الناس خلقاً يأتي إليه كعب بن مالك ويسلم فيقول لا أدري أحرك شفتيه برد السلام أم لا؟ وهو أحسن الناس خلقاً.
وابتلي كعب بن مالك رضي الله عنه ببلوى عظيمة جاءه كتاب من ملك غسان يقول إنه بلغنا أن صاحبك قد قلاك فالحق بنا نواسك يعني تعال إلينا نخليك مثلنا ملك ، نجعلك ملكا، ماذا صنع؟ الله أكبر، ما أبقى الكتاب في مخباته أو في بيته، ذهب به إلى التنور فأوقد به، لماذا؟ لئلا تغلبه نفسه الأمارة بالسوء فيما بعد يذهب إلى ملك غسان ويقول هذه الوثيقة، أحرقها.
المهم لما جاءه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اعتزل امرأتك قال ماذا أفعل؟ أطلقها أم ماذا؟ يعني لو قال طلقها طلقها، قال الرسول لا أدري، النبي صلى الله عليه وسلم أمرك أن تعتزل امرأتك ولا أدري، فقال لامرأته الحقي بأهلك، ما بقت عنده طرفة عين. أما الاثنان فاستأذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تبقى عندهما زوجاتهما لأنهما كبيرا السن.
مضى خمسون ليلة أنزل الله تعالى التوبة، سبحان الله، بعد خمسين ليلة، احسبوها يا جماعة، شهرين إلا عشر أيام، والناس قد هجروهم تنكرت لهم الأرض حتى إنهم كانوا يقولون هذه المدينة أو غيرها، والناس أنا أعتقد لو أن الإنسان منا بقي عشرة أيام يخرج للسوق ويسلم على الناس وعلى أصدقائه وأحبائه وأقربائه ولا يرد عليه السلام وش يسوي؟ يخرج هارباً للبر، وإن كان عنده نقص إيمان يمكن ينتحر، لكن هؤلاء صبروا، والعاقبة للمتقين، بعد خمسين ليلة أنزل الله على الرسول عليه الصلاة والسلام توبتهم، فكانت بشرى عظيمة للرسول صلى الله عليه وسلم.
خرج فارس إلى ديار قوم كعب بن مالك ليبشره، وذهب رجل صيت قوي الصوت إلى سلع قريب من المسجد النبوي، سلع جبل في المدينة، فنادى بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر بتوبة الله عليك، الله أكبر، فكان الصوت أسرع من الفرس، فكانت البشارة لصاحب الصوت، لما جاءه البشير جاء إلى كعب نزع ثوبيه الإزار والرداء واستعار ثوبين من جيرانه وأعطاهما البشير الذي بشره ثم جاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فلما جاء وجد هذا الرجل الذي كان بالأمس يسلم عليه ولا يدري أحرك شفتيه بالسلام وجده متهللاً وجهه مستنيراً وجهه فرحاً مسروراً يقول : ( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ) الله أكبر، وقام الناس يهنئونه بتوبة الله عليه ، هو رضي الله عنه فرح بهذا فرحاً عظيماً وقال : " إن من توبتي " أي من تحقيقها وشكر نعمة الله عليها أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله تقرباً وإلى رسوله توزيعاً، إلى الله تقرباً وإلى الرسول توزيعاً وتنفيذاً، لأن الجهة مختلفة فهو يتصدق تقرباً إلى الله ويعطيها الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل يوزعها ويتصرف فيها، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال له : ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) وهذا من حسن تربية الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأنه يعرف أن الإنسان عند النشوة وفي أول أمره قد ينسى مصالحه وينسى الواجبات التي عليه فلهذا قال : " أنخلع من مالي كله " صدقة ،ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام المبعوث بالطمأنينة والتؤدة قال : ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) وهذا من حسن التربية وأظنكم تشعرون أن الإنسان إذا جاءه شيء يفرح به ينسى كل شيء، لكن ينبغي لك عند حدوث مثل هذه الأمور أن تكون متأنيا وأن لا تنجرف مع عاطفتك. فدل هذا على أنه يجوز للإنسان أن يتصدق بماله إذا من الله عليه بتوبة، إذا منّ الله عليه بتوبة يتصدق ببعض ماله، كما فعل كعب بن مالك رضي الله عنه.
الشيخ : قصة الثلاثة مبسوطة في التاريخ ومشار إليها في القرآن : (( وعلى الثلاثة الذين خلفوا )) وهؤلاء قوم خلفهم النبي عليه الصلاة والسلام عن الحكم فيهم حين رجع من تبوك، وليس المراد بقوله : ((خلفوا )) أي تخلفوا عن الغزو، ولهذا قال خلفوا أي خلفهم غيرهم، والذي خلفهم من؟ الرسول عليه الصلاة والسلام حين جاء الناس بعد رجوعه من تبوك يعتذرون، وهؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم منعهم إيمانهم أن يعتذروا بما ليس بعذر وأخبروا بالصدق، وقالوا ما لنا عذر، وأصرحهم كعب بن مالك رضي الله عنه لأنه كان أشبهم وقال إنه ما له عذر وأنه عنده راحلتين وأنه لو جلس عند أحد من ملوك الدنيا لخرج منه بعذر لأنه قد أوتي جدلاً، ولكن هو يخاطب النبي عليه الصلاة فيخشى أن يحدثه بحديث يعذره به فينزل الوحي فاضحاً له كما قال تعالى : (( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس )) أعوذ بالله (( ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يعملون )) (( يحلفون لكم لترتضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين )) فضيحة والعياذ بالله، لكن كعب بن مالك وصاحباه رضي الله عنهم حينما صدقوا أنزل الله سبحانه وتعالى فيهم آية تعادل الآية التي نزلت في الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه (( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم )) هذه آية، (( وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم )) آية، في النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه كلهم آية، وفي هؤلاء الثلاثة آية، منقبة عظيمة وفضل عظيم لهؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم.
والذي يقرأ ما جاء في التاريخ يعرف ما حصل لهم من الأدب مع الله ورسوله وعدم الضوضاء والفوضى وانصياعا للأوامر، ليسوا كبعض الناس الموجودين الآن إذا جاءهم شيء قاموا يتكلمون، لا، تأدبوا مرة، حتى إنهم لما أتموا أربعين ليلة جاءهم رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تعتزلوا نساءكم، وإلا كل الناس هاجرينهم حتى أبو قتادة ابن عم كعب بن مالك وهو من أحب الناس إليه يأتيه في بستانه يسلم عليه ما يرد عليه السلام وهو ابن عمه ومن أحب الناس إليه، لماذا؟ لأن الرسول قال اهجروهم، هجرهم الناس، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أحسن الناس خلقاً يأتي إليه كعب بن مالك ويسلم فيقول لا أدري أحرك شفتيه برد السلام أم لا؟ وهو أحسن الناس خلقاً.
وابتلي كعب بن مالك رضي الله عنه ببلوى عظيمة جاءه كتاب من ملك غسان يقول إنه بلغنا أن صاحبك قد قلاك فالحق بنا نواسك يعني تعال إلينا نخليك مثلنا ملك ، نجعلك ملكا، ماذا صنع؟ الله أكبر، ما أبقى الكتاب في مخباته أو في بيته، ذهب به إلى التنور فأوقد به، لماذا؟ لئلا تغلبه نفسه الأمارة بالسوء فيما بعد يذهب إلى ملك غسان ويقول هذه الوثيقة، أحرقها.
المهم لما جاءه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اعتزل امرأتك قال ماذا أفعل؟ أطلقها أم ماذا؟ يعني لو قال طلقها طلقها، قال الرسول لا أدري، النبي صلى الله عليه وسلم أمرك أن تعتزل امرأتك ولا أدري، فقال لامرأته الحقي بأهلك، ما بقت عنده طرفة عين. أما الاثنان فاستأذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تبقى عندهما زوجاتهما لأنهما كبيرا السن.
مضى خمسون ليلة أنزل الله تعالى التوبة، سبحان الله، بعد خمسين ليلة، احسبوها يا جماعة، شهرين إلا عشر أيام، والناس قد هجروهم تنكرت لهم الأرض حتى إنهم كانوا يقولون هذه المدينة أو غيرها، والناس أنا أعتقد لو أن الإنسان منا بقي عشرة أيام يخرج للسوق ويسلم على الناس وعلى أصدقائه وأحبائه وأقربائه ولا يرد عليه السلام وش يسوي؟ يخرج هارباً للبر، وإن كان عنده نقص إيمان يمكن ينتحر، لكن هؤلاء صبروا، والعاقبة للمتقين، بعد خمسين ليلة أنزل الله على الرسول عليه الصلاة والسلام توبتهم، فكانت بشرى عظيمة للرسول صلى الله عليه وسلم.
خرج فارس إلى ديار قوم كعب بن مالك ليبشره، وذهب رجل صيت قوي الصوت إلى سلع قريب من المسجد النبوي، سلع جبل في المدينة، فنادى بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر بتوبة الله عليك، الله أكبر، فكان الصوت أسرع من الفرس، فكانت البشارة لصاحب الصوت، لما جاءه البشير جاء إلى كعب نزع ثوبيه الإزار والرداء واستعار ثوبين من جيرانه وأعطاهما البشير الذي بشره ثم جاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فلما جاء وجد هذا الرجل الذي كان بالأمس يسلم عليه ولا يدري أحرك شفتيه بالسلام وجده متهللاً وجهه مستنيراً وجهه فرحاً مسروراً يقول : ( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ) الله أكبر، وقام الناس يهنئونه بتوبة الله عليه ، هو رضي الله عنه فرح بهذا فرحاً عظيماً وقال : " إن من توبتي " أي من تحقيقها وشكر نعمة الله عليها أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله تقرباً وإلى رسوله توزيعاً، إلى الله تقرباً وإلى الرسول توزيعاً وتنفيذاً، لأن الجهة مختلفة فهو يتصدق تقرباً إلى الله ويعطيها الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل يوزعها ويتصرف فيها، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال له : ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) وهذا من حسن تربية الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأنه يعرف أن الإنسان عند النشوة وفي أول أمره قد ينسى مصالحه وينسى الواجبات التي عليه فلهذا قال : " أنخلع من مالي كله " صدقة ،ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام المبعوث بالطمأنينة والتؤدة قال : ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) وهذا من حسن التربية وأظنكم تشعرون أن الإنسان إذا جاءه شيء يفرح به ينسى كل شيء، لكن ينبغي لك عند حدوث مثل هذه الأمور أن تكون متأنيا وأن لا تنجرف مع عاطفتك. فدل هذا على أنه يجوز للإنسان أن يتصدق بماله إذا من الله عليه بتوبة، إذا منّ الله عليه بتوبة يتصدق ببعض ماله، كما فعل كعب بن مالك رضي الله عنه.