فائدة : هل النبي عليه الصلاة والسلام يمكن أن يذنب حفظ
الشيخ : وهنا نقول هل النبي عليه الصلاة والسلام يمكن أن يذنب ؟
فنقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمة عامة : ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )، وقال الله له : (( إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً وينصرك الله نصرا عزيزاً )) وقال الله تعالى له : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم )) ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام معصوم من كل ذنب يخدش بالرسالة بالاتفاق مثل الكذب والخيانة وما أشبه ذلك حتى إنه قال عليه الصلاة والسلام : ( ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين ) حتى بالإشارة لا يمكن أن يأتي بشيء يعد خيانة ولا بالإشارة.
أما ما لا يخدش بالرسالة فإنه قد يقع من البشر لأن البشر على اسمه بشر يقع منه لكن إذا تاب الله عليه صار خيراً منه قبل التوبة، ولهذا لم يحصل الاجتباء والهداية لآدم إلا بعد أن عصى ثم تاب (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )).
فهذا القول هو الصحيح في مسألة وقوع الذنوب من الأنبياء، ولكنهم يمتازون عن غيرهم بالإضافة إلى ما سبق من أنه لا يمكن أن يقع منهم من الذنوب ما يخدش بالرسالة أنهم لا يقرون على ذنب، لا يمكن أن يقروا عليه، بل لا بد أن ينبهوا عليه حتى يرجعوا، بخلاف غيرهم فإن الإنسان قد يعمى عن الحق ويبقى على الذنب إلى أن يموت وهو لا يدري عنه، أما الأنبياء فمعصومون من الاستمرار فيه، بل لا بد أن يهيأ الله لهم ما به يتوبون.
وأما من منع الذنب مطلقا من الأنبياء فإن الآيات ترد عليه ، (( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) كيف يجيب على هذا؟ قال هذا مجاز المعنى ليغفر لك ما تقدم من ذنوب أمتك وما تأخر. وهذا من أبعد ما يكون، لأنا نقول إن قلتم كذلك فكيف تجيبون عن قوله : (( ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً وينصرك الله نصرا عزيزاً )) ؟ وإن أبيتم إلا أن تتعنتوا فكيف تجيبون عن قوله تعالى : (( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات؟ وكيف تجيبون عن قول الرسول نفسه : ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله علانيته وسره أوله وآخره، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ) وأشباه ذلك؟ ولا يمكن أن يجيبوا عن ذلك بأن الرسول قصد التعليم لأنه إذا قصد التعليم يمكنه أن يعلم بدون أن يضيف الذنوب إلى نفسه، وهو إذا أضاف الذنوب إلى نفسه وهو لم يذنب كان هذا جناية على النفس ، وهي نفس بشرية متصلة بالرسالة، ويستطيع أن يقول للناس استغفروا من ذنوبكم كما قال : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله أكثر من سبعين مرة ).
فالحاصل أن القول الراجح الذي تدل عليه الأدلة ما أسلفنا من أن الأنبياء معصومون من الإصرار على الذنوب مطلقاً، ثانياً معصومون من كل ذنب يخدش بالرسالة من كذب وخيانة وغش وسرقة وزنا وما أشبه ذلك، لأن كل هذا يؤثر.
وقوله تعالى : (( لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا )) هذه أيضا تدل على أن الإنسان يحرم عليه أن يحرم ما أحل الله له.
وفي هذا دليل على أن ربنا عز وجل أرحم بنا من أنفسنا حيث نهانا أن نمنع أنفسنا مما أحل لنا، وقد أنكر الله هذا غاية الإنكار في قوله : (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )).
وقوله : (( طيبات ما أحل الله لكم )) هذا من باب إضافة الصفة إلى موصوفها لأن كل ما أحل الله لنا فهو طيب، كما قال تعالى : (( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث )).
فنقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمة عامة : ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )، وقال الله له : (( إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً وينصرك الله نصرا عزيزاً )) وقال الله تعالى له : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم )) ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام معصوم من كل ذنب يخدش بالرسالة بالاتفاق مثل الكذب والخيانة وما أشبه ذلك حتى إنه قال عليه الصلاة والسلام : ( ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين ) حتى بالإشارة لا يمكن أن يأتي بشيء يعد خيانة ولا بالإشارة.
أما ما لا يخدش بالرسالة فإنه قد يقع من البشر لأن البشر على اسمه بشر يقع منه لكن إذا تاب الله عليه صار خيراً منه قبل التوبة، ولهذا لم يحصل الاجتباء والهداية لآدم إلا بعد أن عصى ثم تاب (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )).
فهذا القول هو الصحيح في مسألة وقوع الذنوب من الأنبياء، ولكنهم يمتازون عن غيرهم بالإضافة إلى ما سبق من أنه لا يمكن أن يقع منهم من الذنوب ما يخدش بالرسالة أنهم لا يقرون على ذنب، لا يمكن أن يقروا عليه، بل لا بد أن ينبهوا عليه حتى يرجعوا، بخلاف غيرهم فإن الإنسان قد يعمى عن الحق ويبقى على الذنب إلى أن يموت وهو لا يدري عنه، أما الأنبياء فمعصومون من الاستمرار فيه، بل لا بد أن يهيأ الله لهم ما به يتوبون.
وأما من منع الذنب مطلقا من الأنبياء فإن الآيات ترد عليه ، (( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) كيف يجيب على هذا؟ قال هذا مجاز المعنى ليغفر لك ما تقدم من ذنوب أمتك وما تأخر. وهذا من أبعد ما يكون، لأنا نقول إن قلتم كذلك فكيف تجيبون عن قوله : (( ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً وينصرك الله نصرا عزيزاً )) ؟ وإن أبيتم إلا أن تتعنتوا فكيف تجيبون عن قوله تعالى : (( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات؟ وكيف تجيبون عن قول الرسول نفسه : ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله علانيته وسره أوله وآخره، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ) وأشباه ذلك؟ ولا يمكن أن يجيبوا عن ذلك بأن الرسول قصد التعليم لأنه إذا قصد التعليم يمكنه أن يعلم بدون أن يضيف الذنوب إلى نفسه، وهو إذا أضاف الذنوب إلى نفسه وهو لم يذنب كان هذا جناية على النفس ، وهي نفس بشرية متصلة بالرسالة، ويستطيع أن يقول للناس استغفروا من ذنوبكم كما قال : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله أكثر من سبعين مرة ).
فالحاصل أن القول الراجح الذي تدل عليه الأدلة ما أسلفنا من أن الأنبياء معصومون من الإصرار على الذنوب مطلقاً، ثانياً معصومون من كل ذنب يخدش بالرسالة من كذب وخيانة وغش وسرقة وزنا وما أشبه ذلك، لأن كل هذا يؤثر.
وقوله تعالى : (( لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا )) هذه أيضا تدل على أن الإنسان يحرم عليه أن يحرم ما أحل الله له.
وفي هذا دليل على أن ربنا عز وجل أرحم بنا من أنفسنا حيث نهانا أن نمنع أنفسنا مما أحل لنا، وقد أنكر الله هذا غاية الإنكار في قوله : (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )).
وقوله : (( طيبات ما أحل الله لكم )) هذا من باب إضافة الصفة إلى موصوفها لأن كل ما أحل الله لنا فهو طيب، كما قال تعالى : (( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث )).