فوائد الآية : (( وما أنفقتم من نفقة أونذرتم من نذر فإن الله يعلمه. وما للظلمين من أنصار )) . حفظ
الشيخ : وقوله: (( فإن الله يعلمه )) سبحان الله دائماً يعبر الله عز وجل عن الجزاء بالعلم، لأن علم الله بالشيء يترتب عليه أثره وهو المجازاة، وقد يكون هناك مبطل يبطل هذا العمل فلا يكون هناك ثواب، فالتعبير بالعلم أعم من التعبير بالثواب، لأن التعبير بالثواب وإن كان في آيات كثيرة أن من عمل صالحاً فلنفسه وأنه يثاب عليه ، لكن أحياناً يعبر الله عن ذلك بالعلم.
وفيه أيضاً نكتة أخرى وهي أن الإنسان يعلم بأنه لن يضيع من هذا العمل شيء، لماذا؟ لأن الله يعلمه فلن يضيع.
أحياناً يذكر الله الثواب بالإنباء (( قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم )) والله إذا أخبر بالعمل فهو إما أن يجازي عليه وإما أن يعفو عنه إن كان إثماً، وإن كان خيراً جازى عليه الحسنة بعشر أمثالها كما هو معروف.
قال : (( وما للظالمين من أنصار )) الظاهر أن هداية الله سيعرب لنا من أنصار؟
الطالب : مبتدأ مؤخر.
الشيخ : مبتدأ مؤخر؟ بس هو مجرور عندنا في الآية.
الطالب : ما مهملة من العمل ، للظالمين جار ومجرور متعلق بمحذوف وهو خبر مقدم من زائدة،
الشيخ : من زائدة زائدة.
الطالب : زائدة في اللفظ وزائدة في المعنى
الشيخ : تمام أحسنت إذن هي زائدة زائدة طيب أنصار؟
الطالب : وأنصار مجرور لفظاً مرفوع محلاً بالابتداء.
الشيخ : وعلامة رفعه
الطالب : وعلامة رفعه محلاً
الشيخ : لا علامة رفعه
الطالب : الجر في آخره ، يعني محلاً
الشيخ : لا في ، المعربون يقولون غير هذا
الطالب : الضمة المقدرة منع من ظهروها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد
الشيخ : وهنا ما يقول هداية الله إنها مهملة مع أن القرآن يأتي على لغة الحجازيين، لماذا يا خالد؟
الطالب : لأنه لم يراع الترتيب في المبتدأ والخبر
الشيخ : اي صح، ثم ذكر الحديث حديث عائشة : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه )، نذر الطاعة لا بد من فعله، فإن لم يفعل كان معرضاً نفسه لعقوبة عظيمة ذكره الله في قوله : (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به )) ضد الصدقة (( وتولوا وهم معرضون )) ضد الصلاح الذي التزموا به (( فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه )) أعوذ بالله، هذا جزاء من أعظم الجزاء، نفاق في القلب ما هو نفاق عملي كنفاق اللسان بالكذب أو بالخيانة أو أشبه ذلك، نفاق قلبي إلى متى؟ إلى الموت، نعوذ بالله، (( إلى يوم يلقونه بما خلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) فهم جمعوا بين خلاف الله ما وعدوه والكذب.
أما المعصية يقول : ( من نذر أن يعصي الله فلا يعصه ) ولكن هل يلزمه كفارة أو لا؟
قال بعض العلماء إنه يلزمه الكفارة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين )، ومنهم من قال لا تلزمه الكفارة، والقول بلزوم الكفارة أحوط، أنه إذا قال مثلاً والله لا أصلي اليوم مع الجماعة، هذا نذر معصية عليه أن يصلي مع الجماعة، وأن يكفر كفارة يمين، أو قال : والله لأغشن اليوم في الامتحان، ماذا نقول له؟ نقول يحرم أن يوفي لأنه نذر معصية وعليه كفارة يمين.
السائل : من نذر صيام الدهر؟
الشيخ : سيأتي إن شاء الله