فوائد حديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يطوف بالكعبة بزمام أو غيره فقطعه . حفظ
الشيخ : وفي هذا دليل على جواز تغيير المنكر باليد وهو واجب لمن قدر عليه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ) وقوله : ( فإن لم يستطع ) يعني إن لم يستطع حساً أو حكماً، حساً مثل أن يكون المنكر كبيراً لا يستطيع أن يغيره لا يقوى أن يغيره، حكماً : أن يكون يمكنه أن يغيره وعنده قوة ولكن يخشى من مفسدة أكبر، ففي هذه الحال يدرأ المفسدة الكبرى بهذه المفسدة الصغرى.
وفيه أيضاً في الحديث الذي بعده حديث ابن عباس أن النبي عليه السلام رأى رجلاً قائماً وفي لفظ أنه كان قائماً في الشمس فسأل عنه فقالوا : أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، نذر نذر شديد، سبحان الله العظيم كيف يقع من الإنسان هذا النذر، يقوم ولا يقعد، ويتشمس ولا يستظل، ويصوم، فصار عنده ثلاثة أنواع، ولا يتكلم، أربعة أنواع: أنه يقف في الشمس وأنه يكون صائماً وأنه لا يتكلم، وهذا لا شك أنه معذب لنفسه في هذا النذر، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( مره فليتكلم ) ضده قوله لا يتكلم، ( وليستظل ) ضد قوله ولا يستظل، ( وليقعد ) ضد قوله ( يقوم )، ( وليتم صومه ) أمره أن يتم صومه، لأنه إذا أتم صومه في ظلال وهو قاعد لم يضره، فلهذا أمره النبي عليه الصلاة والسلام أن يتم صومه لأن صومه طاعة، وأما كونه لا يستظل فهذا ليس بطاعة، وكونه أيضا يقف ليس بطاعة، وكونه يسكت ليس بطاعة، فلهذا أمره النبي عليه الصلاة والسلام أن يدع هذا الذي نذر من هذه الثلاثة وأن يتم صومه لأن الصوم طاعة، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ).
وفي هذا دليل على أن نذر المباح أو المكروه أو المحرم لا يوفى، لكن المباح يخير بين فعله وبين كفارة اليمين، بخلاف المحرم أو المكروه فإنه ينهى عنه.
السائل : هل عليه كفارة ؟
الشيخ : عليه كفارة ،كل نذر لا يوفى فعليه الكفارة.
السائل : الباب في النذر فيما لا يملك وفي المعصية والأحاديث كلها في المعصية ؟
الشيخ : لأن الذي لا يملك كالمعصية، المعصية لا يملك فعلها شرعاً، وكذلك الذي لا يملكه لا يملك فعله .
السائل : النذر أنه يقوم ولا يستظل ولا يتكلم هل هذا من المباح أو من المعصية ؟
الشيخ : هذا في الأصل من المباح فإن شق عليه فقد نقول إنه من المكروه أو من المحرم.
السائل : يعني لذلك وضعه البخاري في هذا الباب لأنه بوب له وفي معصية ؟
الشيخ : فيما لا يملك
السائل : وفي معصية
الشيخ : إي وفي معصية ، هذا أيضا شبيه بالذي لا يملكه، لأن الإنسان لا يملك أن يعذب نفسه، لأن نفسه أمانة عنده يجب عليه أن يرعاها حق رعايتها.
السائل : يجب أن لا يوفي به أو مخير ؟
الشيخ : إذا قلنا يجب أن لا يفي صار حرام، نقول هو مخير لكن الأفضل أن لا يعذب نفسه، وظاهر الحديث بل صريحه أنه يعذب نفسه، إنسان قائم والنبي عليه الصلاة والسلام يخطب، قائم في الشمس وهو صائم هذا عذاب.