قراءة من الشرح حفظ
القارئ : " وقال عمر : اللقيط حر . هذه الترجمة معقودة لميراث اللقيط، فأشار إلى ترجيح قول الجمهور أن اللقيط حر وولاؤه في بيت المال، وإلى ما جاء عن النخعي: أن ولاءه للذي التقطه.
واحتج بقول عمر لأبي جميلة في الذي التقطه : اذهب فهو حر، وعلينا نفقته ولك ولاؤه . وتقدم هذا الأثر معلقا بتمامه في أوائل الشهادات، وذكرت هناك من وصله وأجبت عنه بأن معنى قول عمر : لك ولاؤه . أي أنت الذي تتولى تربيته والقيام بأمره فهي ولاية الإسلام لا ولاية العتق، والحجة لذلك صريح الحديث المرفوع : ( إنما الولاء لمن أعتق ) فاقتضى أن من لم يعتق لا ولاء له، لأن العتق يستدعي سبق ملك، واللقيط من دار الإسلام لا يملكه المتلقط لأن الأصل في الناس الحرية ، إذ لا يخلو المنبوذ أن يكون ابن حرة فلا يسترق أو ابن أمة قوم فميراثه لهم، فإذا جهل وضع في بيت المال ولا رق عليه للذي التقطه.
وجاء عن علي أن اللقيط مولى من شاء، وبه قال الحنفية إلى أن يعقل عنه فلا ينتقل بعد ذلك عمن عقل عنه.
وقد خفي كل هذا على الإسماعيلي فقال ذكر ميراث اللقيط في ترجمة الباب وليس له في الحديث ذكر ولا عليه دلالة ، يريد أن حديث عائشة وابن عمر مطابق لترجمة : ( إنما الولاء لمن أعتق ) وليس في حديثهما ذكر ميراث اللقيط.
وقد جرى الكرماني على ذلك فقال ... "
.