أخبرنا داود بن شبيب حدثنا همام عن قتادة أخبرنا أنس قال لأحدثنكم حديثًا لا يحدثكموه أحد بعدي سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تقوم الساعة وإما قال من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأةً القيم الواحد ) حفظ
أخبرنا داود بن شبيب، حدثنا همام، عن قتادة، أخبرنا أنس، قال : لأحدثنكم حديثا لا يحدثكموه أحد بعدي، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تقوم الساعة - وإما قال - من أشراط الساعة، أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا، ويقل الرجال، ويكثر النساء حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد ).
الشيخ : الشاهد قوله : ( ويظهر الزنا ) يعني ينتشر ويعلن ولا يبالى به، وهذا واقع ، فإذا نظرنا إلى هذا الذي حصل أنه رفع العلم ، وليس المراد بالعلم أن يعلم الإنسان الشيء نظريا لأن هذا قد يقع من الكافر، ربما يقرأ الكافر مثلا صحيح البخاري ويستنتج منه من الأحكام ما لا يستنتجه المسلم، لكن المراد بالعلم المثمر للخشية خشية الله تعالى كما قال الله تعالى : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )).
الثاني : قال : ( ويظهر الجهل ) وهذا غير رفع العلم، يعني معناه : يظهر ، أي يشيع في الناس الجهل المركب الذي يظن الإنسان أنه عالم وهو جاهل، وليس المراد بالجهل هنا ضد العلم ، لأن ضد العلم معلوم من قوله : ( ويرفع العلم ) لكن المراد الجهل المركب الذي يظن الأنسان فيه أنه عالم وليس بعالم.
وقوله : ( ويشرب الخمر ) هذا ظاهر ، وقد شرب الخمر ليس في بلاد الكفار بل في بلاد المسلمين، حتى إننا نسمع أنه في بعض البلاد الإسلامية يشرب الخمر علانية في المقاهي ويوضع في الثلاجات ولا أحد ينكره ، نسأل الله العافية.
والخمر كل ما خامر العقل كما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومعنى : خامره ، أي غطاه على وجه اللذة والطرب، ومنه خمار المرأة لأنه يغطي رأسها، منه يعني من هذا المادة وإلا معلوم أن الخمار ليس خمرا، لكن مادة خ م ر تدل على التغطية.
قال : ( ويظهر الزنا ) وهذا أيضا وقع، ففي بعض البلاد الإسلامية وهو بحمد الله قليل ، لكن يوجد في بعض البلاد الإسلامية بغايا والعياذ بالله، تدعو إلى نفسها، إلى فعل الفاحشة، نعم، ويذكر أن هذه البلاد فيها بيوت معروفة بهذا الأمر.
قال : ( ويقل الرجال ) هل المراد بقلة الرجال أن الله سبحانه وتعالى يجعل النساء المولودات أكثر من الرجال المولدين ، أو أن هناك حروبا تقضي على الرجال فيكثر النساء ، أو الأمران جميعا ؟ .
يمكن أن الله سبحانه وتعالى بحكمته يقلل من الرجال ويكثر من النساء، ويمكن أن يكون هذا بسبب الحروب الطاحنة التي تقضي على الرجال.
( حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد ) يعني اثنين في المائة من الرجال ، بل اثنين من مائة واثنين، الله المستعان.
طيب، رفع العلم وش كيفيته ؟ .
قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من صدور الرجال ولكن يقبضه بموت العلماء ، فإذا مات العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ).