تتمة شرح الحديث من قول عمر : إن الله بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرًا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم وقولوا عبد الله ورسوله ثم إنه بلغني أن قائلًا منكم يقول والله لو قد مات عمر بايعت فلانًا فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتةً وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلًا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرةً أن يقتلا وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالأ عليه القوم فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلنا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا لا عليكم أن لا تقربوهم اقضوا أمركم فقلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت من هذا فقالوا هذا سعد بن عبادة فقلت ما له قالوا يوعك فلما جلسنا قليلًا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالةً أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر على رسلك فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت فقال ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبًا ودارًا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئًا لا أجده الآن فقال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة قال عمر وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلًا منهم بعدنا فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلًا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرةً أن يقتلا حفظ
الشيخ : " رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده " فبين رضي الله عنه أن الآية نزلت وأنها قرئت وأنها عقلت، وأنها وعيت حفظت، وأنها أحييت بالعمل بها، رجم النبي صلى الله عليه وسلم، وأنها لم تنسخ لقوله : " ورجمنا بعده " وإذا ثبت الحكم إلى وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام فلا نسخ، وكل هذا من باب التوكيد رضي الله عنه وجزاه عن أمة محمد خيرا ، قال : " فأخشى إن طال بالناس زمان " والآن نعرف هذا الإعلان الذي قاله قاله على المنبر والمسلمون كلهم عنده ولم يعترض عليه أحد، إذن فالآية ثابته، ولكن ما لفظ الآية التي نزلت ؟ ذكر أن لفظها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم، ولكن هذا اللفظ لا يطابق الحكم، لأنه علق الرجم بالشيخوخة، والرجم معلق بالثيوبة ولو كان شابا، فالثيب يرجم ولو كان شابا، والبكر لا يرجم ولو كان شيخا، إذن لا ينطبق هذا اللفظ مع الحكم، ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( خذوا عني خذوا عني، فقد جعل الله لهن سبيلا ) يشير إلى قوله تعالى : (( فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا )) قال : ( خذوا عني خذوا عني فقد جعل الله لهن سبيلا: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم ) فعلق الحكم بالثيوبة لا بالشيخوخة، ولهذا نحن نقول إن هذا اللفظ شاذ، ولا يجوز أن نقول إن هذه هي الآية، لأنه لا بد من التواتر، وهذا مع كونه آحادا مخالف للأحاديث الصحيحة ، فالصواب أن هذا اللفظ ليس هو الذي نزل، بل الذي نزل لفظ آخر مطابق للحكم الشرعي لكنه غير معلوم الآن.
المؤذن : الله أكبر الله أكبر
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،أظن وقفنا على " فقدمنا المدينة عقب ذي الحجة " ؟ يعني بعد ، شف على قوله : " فقدمنا المدينة عقب ذي الحجة " ؟