تتمة شرح الحديث حفظ
الشيخ : يقول رضي الله عنه : " فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب " سمعتم ما قرأه الأخ خالد في معناهما ، والمعنى أنا الذي عندي الأمر وعندي الرأي ، " منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش " ولا شك أن هذا رأي خاطئ، لأنه لا يمكن أن يكون أميران على أمة واحدة بل لا يكون على الأمة الواحدة إلا أمير واحد ، قال : " فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته، وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة " رضي الله عنه يعني اتجهنا إليه بقوة واندفاع ، " فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة، فقلت: قتل الله سعد بن عبادة " ، القائل من ؟ القائل عمر، وهذا من شدة الغيرة، وذلك أنه كان الأليق بسعد بن عبادة رضي الله عنه وهو من هو من الأنصار أن يتفادى هذا الأمر، أما أن يأتي وهو مزمل من المرض من أجل أن ينتخب ليكون أميرا فيحصل التفرق فهذا شيء لا ينبغي ، قال عمر: " وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر " وصدق رضي الله عنه ، لأن القوم كانوا متفرقين، كل يقول نريد الإمرة ، حتى يسر الله عز وجل وحصل من عمر رضي الله عنه هذه العزمة المباركة فبايع أبا بكر ، " خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة: أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما نخالفهم فيكون فساد " نعم لو بايع الأنصار أحدا قبل بيعة أبي بكر رضي الله عنه لكان أحد أمرين إما أن يبايعه المهاجرون على كره منهم، وإما أن يكون فساد، والحاصل أنها بيعة أبي بكر كانت فلتة ولكن الله وقى شرها، لأنه كان الأمر كما قص علينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان الأمر حتما أن يبايع أبو بكر لئلا يحصل التفرق والشر ، قال : " فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين، فلا يتابع هو ولا الذي بايعه، تغرة أن يقتلا " يعني لأنهما يغرران بأنفسهما فيقتلان ، نعم