حدثني عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عمر أنهم كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتروا طعاماً جزافاً أن يبيعوه في مكانهم حتى يؤووه إلى رحالهم حفظ
القارئ : حدثني عياش بن الوليد، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عمر: ( أنهم كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتروا طعاما جزافا أن يبيعوه في مكانهم حتى يؤووه إلى رحالهم )
الشيخ : الله أكبر ، نعم لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تباع السلع في مكان شرائها حتى تنقل إلى الرحل ، فمثلا إذا اشتريت سيارة من المعرض لا يجوز أن تبيعها في المعرض، انقلها إلى كراجك إلى بيتك إلى محل آخر ثم بعها، وكذلك غيرها ، وقوله : " يضربون إذا اشتروا طعاما جزافا " هذا لبيان الواقع ، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : " ولا أحسب كل شيء إلا مثله " أي مثل الطعام ، والحكمة من ذلك أن الإنسان في الغالب لا يبيع الشيء إلا إذا ربح فيه ، فإذا باعه وربح فيه في مكان البائع فإن البائع قد يغار من هذا ويغتاظ وربما يحاول أن يصطنع شيئا يفسد به البيعة الأولى ويحصل بذلك الشقاق والنزاع ، وتعلمون بارك الله فيكم أن هذه الشريعة مبنية على التآلف في معاملة الناس وإزالة العداوة والبغضاء ، ( كونوا عباد الله إخوانا ) ، ( المسلم أخو المسلم ) ، المسلم لا يبيع على بيع أخيه لا يشتري ، حرم الله الخمر والميسر لأنه يصد عن ذكر الله ويوقع العداوة والبغضاء بين الناس، ولهذا حرم الشرع كل ما يؤدي إلى العداوة والبغضاء ، ومع الأسف أن من الناس اليوم من يحمل راية العلم وراية السنة وراية الغيرة وهو يبث العداوة بين الناس والعياذ بالله ، وليست عداوة بين عامة الناس عداوة بين العلماء وطلبة العلم ، يأتي لهذا ويقول قال فلان كذا وقال فلان كذا ، أو تحدث فيه بكذا أو ما أشبه ذلك ، والعاقل إذا نقل إليه أحد شيئا عن شخص يستحضر آية من القرآن تكفيه وهي : (( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم )) لا تطعه ، واعلم أن من نم إليك نم منك ، لا فرق ، وربما يأتي إنسان يقول قال فيك فلان كذا لأجل يأخذ كلمة ويطير بها طيران إلى الثاني، ولهذا احذروا من النمام ، وإذا نم إليكم أحد الحديث فقل له اتق الله لا تلق العداوة إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( لا يدخل الجنة قتات ) يعني نمام ، طيب إذن الخلاصة نحن طلعنا شوي ، الخلاصة أنه لا يجوز بيع السلع في المكان الذي بيعت فيه حتى تنقل إلى الرحل ، وقوله : " إلى رحالهم" الظاهر أن هذا أيضا قيد أغلبي وأن المراد تنقل عن مكان البيع إلى رحله أو إلى مكان آخر كمعرض آخر مثلا ، ومن الأسف الآن أن كثيرا من المسلمين يبيعون سلعهم في مكان بيعهم ولا يهتمون بذلك.