كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم حفظ
القارئ : كتابة استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم.
الشيخ : يقول كتابة استتابة المرتدين، استتابة أي طلب توبة المرتدين، والمرتدون هم الخارجون عن الإسلام.
وأسباب الردة تعود إلى أمرين: التكذيب والجحود، أو الاستكبار، يعني لو أنك تتبعت جميع صور الردة التي ذكرها العلماء لوجدتها ترجع إلى هذين الأمرين إما التكذيب والجحود، وإما الاستكبار والعناد.
التكذيب والجحود لما أخبر الله به ورسوله.
والاستكبار والعناد عدم الامتثال وعدم الطاعة.
ومن ذلك مثلا: أن يشرك بالله، أو يكذب خبرا من أخباره، أو رسولا من رسوله، أو يكذب باليوم الآخر، أو غير ذلك.
فهل يستتاب أو يقتل بمجرد ردته ؟
المشهور من المذهب أن جميع المرتدين يستتابون إلا من لا تقبل ردته، من لا تقبل ردته فإنه لا يستتاب لأنه لا فائدة من استتابته، لأنه لو تاب لم تقبل توبته.
فممن لا تقبل توبته على المشهور من المذهب المنافق، قالوا المنافق لا تقبل توبته لأنه لم يبد من حاله إلا ما كان على الحال الأولى، هو منافق يظهر أنه مسلم، فإذا استتبناه ماذا يقول ؟ يقول إنه مسلم، وأنه ما كفر، وهو مسلم، لهذا قالوا: إن المنافق لا تقبل توبته حتى لو تاب فإننا نقتله وأمره إلى الله، قد يكون الله عز وجل قد علم أنه تاب توبة نصوحا فيغفر له، أما نحن في الدنيا فلا، لأنه سوف يلعب بنا، كلما أمسكناه يقول أنا مسلم، إذن لا تقبل توبته، هذا واحد.
الثاني : من عظمت ردته، بأن استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله فإن هذا لا تقبل توبته، وكذلك من سب الله أو رسوله فإنها لا تقبل توبته، أو سب الدين الدين الإسلامي فإنها لا تقبل توبته، لعظم ردته.
أما الأول المنافق فلأنه لم يبد من لسانه إلا ما سبق، هو الآن يقول إنه مسلم كما قال في الأول إنه مسلم.
أما الثاني فلعظم ردته.
لكن الصحيح أنها تقبل توبة المنافق وتوبة السّاب وتوبة المستهزئ، وكل من تاب تاب الله عليه.
والدليل على ذلك:
أولا: العموم، مثل قوله تعالى : (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )) والذنوب هذه لفظ عام يشمل كل ذنب، ثم أكد هذا بقوله : جميعا، هذه آية عامة.
وهناك خصوص آيات تدل على صحة توبة المنافق، مثل قوله تعالى : (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين )) ولن يكونوا مع المؤمنين إلا إذا قبلت توبتهم، وكذلك فيمن استهزأ بالله، قال الله تعالى : (( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم، إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ))، فقوله : (( إن نعف عن طائفة منكم )) يدل على إمكان توبة هؤلاء.
وهذا هو الصحيح، إلا أن هؤلاء يراقبون أكثر من غيرهم، ولهذا أكد التوبة في المنافقين قال : (( إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله )) فلا بد من مراقبة دقيقة على هؤلاء، وكذلك المستهزئون.
وعلى هذا فمن سب الله وتاب قبلنا توبتهم ورفعنا عنه القتل، وقلنا أنت منا ونحن منك.
وأما من سب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإننا نقبل توبته أيضا، ولكننا نقتله مسلما، وأما من سب الله فنقبل توبته ولا نقتله، لا لأن سب الرسول أعظم من سب الله، بل سب الرسول أعظم، ولكن سب الرسول صلى الله عليه وسلم حق له، ولا نعلم أنه أسقط هذا الحق، فيجب الأخذ بحقه من هذا الذي سبه، وأما سب الله فهو حق لمن ؟ لله، وقد أخبرنا الله عن نفسه أنه يغفر الذنوب جميعا، وأنه يغفر للمنافق و للساب المستهزئ، وهذا القول هو الذي حققه شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه " الصارم المسلول في تحتم قتل سابّ الرسول صلى الله عليه وسلم ".
وقول المؤلف: " والمعاندين " هذا من باب عطف عام على خاص، وقد نقول إنه ليس عاما على خاص، لأن المرتد قد يكون معاندا وقد يكون غير معاند، فيكون عطف غير على غير.
الشيخ : يقول كتابة استتابة المرتدين، استتابة أي طلب توبة المرتدين، والمرتدون هم الخارجون عن الإسلام.
وأسباب الردة تعود إلى أمرين: التكذيب والجحود، أو الاستكبار، يعني لو أنك تتبعت جميع صور الردة التي ذكرها العلماء لوجدتها ترجع إلى هذين الأمرين إما التكذيب والجحود، وإما الاستكبار والعناد.
التكذيب والجحود لما أخبر الله به ورسوله.
والاستكبار والعناد عدم الامتثال وعدم الطاعة.
ومن ذلك مثلا: أن يشرك بالله، أو يكذب خبرا من أخباره، أو رسولا من رسوله، أو يكذب باليوم الآخر، أو غير ذلك.
فهل يستتاب أو يقتل بمجرد ردته ؟
المشهور من المذهب أن جميع المرتدين يستتابون إلا من لا تقبل ردته، من لا تقبل ردته فإنه لا يستتاب لأنه لا فائدة من استتابته، لأنه لو تاب لم تقبل توبته.
فممن لا تقبل توبته على المشهور من المذهب المنافق، قالوا المنافق لا تقبل توبته لأنه لم يبد من حاله إلا ما كان على الحال الأولى، هو منافق يظهر أنه مسلم، فإذا استتبناه ماذا يقول ؟ يقول إنه مسلم، وأنه ما كفر، وهو مسلم، لهذا قالوا: إن المنافق لا تقبل توبته حتى لو تاب فإننا نقتله وأمره إلى الله، قد يكون الله عز وجل قد علم أنه تاب توبة نصوحا فيغفر له، أما نحن في الدنيا فلا، لأنه سوف يلعب بنا، كلما أمسكناه يقول أنا مسلم، إذن لا تقبل توبته، هذا واحد.
الثاني : من عظمت ردته، بأن استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله فإن هذا لا تقبل توبته، وكذلك من سب الله أو رسوله فإنها لا تقبل توبته، أو سب الدين الدين الإسلامي فإنها لا تقبل توبته، لعظم ردته.
أما الأول المنافق فلأنه لم يبد من لسانه إلا ما سبق، هو الآن يقول إنه مسلم كما قال في الأول إنه مسلم.
أما الثاني فلعظم ردته.
لكن الصحيح أنها تقبل توبة المنافق وتوبة السّاب وتوبة المستهزئ، وكل من تاب تاب الله عليه.
والدليل على ذلك:
أولا: العموم، مثل قوله تعالى : (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )) والذنوب هذه لفظ عام يشمل كل ذنب، ثم أكد هذا بقوله : جميعا، هذه آية عامة.
وهناك خصوص آيات تدل على صحة توبة المنافق، مثل قوله تعالى : (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين )) ولن يكونوا مع المؤمنين إلا إذا قبلت توبتهم، وكذلك فيمن استهزأ بالله، قال الله تعالى : (( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم، إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ))، فقوله : (( إن نعف عن طائفة منكم )) يدل على إمكان توبة هؤلاء.
وهذا هو الصحيح، إلا أن هؤلاء يراقبون أكثر من غيرهم، ولهذا أكد التوبة في المنافقين قال : (( إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله )) فلا بد من مراقبة دقيقة على هؤلاء، وكذلك المستهزئون.
وعلى هذا فمن سب الله وتاب قبلنا توبتهم ورفعنا عنه القتل، وقلنا أنت منا ونحن منك.
وأما من سب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإننا نقبل توبته أيضا، ولكننا نقتله مسلما، وأما من سب الله فنقبل توبته ولا نقتله، لا لأن سب الرسول أعظم من سب الله، بل سب الرسول أعظم، ولكن سب الرسول صلى الله عليه وسلم حق له، ولا نعلم أنه أسقط هذا الحق، فيجب الأخذ بحقه من هذا الذي سبه، وأما سب الله فهو حق لمن ؟ لله، وقد أخبرنا الله عن نفسه أنه يغفر الذنوب جميعا، وأنه يغفر للمنافق و للساب المستهزئ، وهذا القول هو الذي حققه شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه " الصارم المسلول في تحتم قتل سابّ الرسول صلى الله عليه وسلم ".
وقول المؤلف: " والمعاندين " هذا من باب عطف عام على خاص، وقد نقول إنه ليس عاما على خاص، لأن المرتد قد يكون معاندا وقد يكون غير معاند، فيكون عطف غير على غير.