(( ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم _ يقول حقا _ أنهم في الآخرة هم الخاسرون _ إلى قوله _ ثم إن ربك من بعدها لغفور رحيم )) . حفظ
القارئ : (( ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم )) يقول: حقا (( أنهم في الآخرة هم الخاسرون )) إلى قوله : (( ثم إن ربك من بعدها لغفور رحيم )) .
الشيخ : هذه الآية يقول : (( ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب )) هذه البخاري رحمه الله لو جاء بأولها لكان أوضح، (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره )) حتى يتبين أن هذا في المرتد (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم )) لأن هؤلاء الذين شرحوا بالكفر صدرا وإن أكرهوا في أول الأمر لكنه اطّمأنوا في آخر الأمر إلى الكفر، فلهذا لم يرفع إكراههم حكم الكفر عنهم.
ثم قال: (( فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم )) أي بسبب، فالباء هنا للسببية، (( استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين )) فلكون الله تعالى لا يهدي القوم الكافرين الذين اتخذوا الكفر حياة لهم استحقوا هذا العذاب، الذين اتخذوا الكفر حياة لهم لا يهديهم الله.
(( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون )) طبع على قلوبهم فلا تفقه ولا تعقل، وسمعهم فلا يسمعون، ولو سمعوا ما استجابوا، وأبصارهم فلا يرون، ولو رأوا الآيات فهم عمي لا يهتدون بها، وأولئك هم الغافلون.
وفي هذا إشارة إلى الحذر من الغفلة عن ذكر الله عز وجل، اجعل لك صلة مع الله، اجعل قلبك مع الله دائما، لأن الغفلة تميت القلب.
(( لا جرم )) يقول: حقا ، يعني معنى لا جرم أي حقا.
(( أنهم في الآخرة هم الخاسرون )) أما في الدنيا فقد لا يخسرون، لكن في الآخرة هم الخاسرون، وهذا كقوله : (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات )).
إلى قوله : (( ثم إن ربك من بعدها لغفور رحيم ))، الآية ما فيها ثم، نقرؤها : (( الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون، ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم )) فلفظ الآية غير اللفظ الذي ساقه البخاري رحمه الله لأن الآية (( ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم )) وليست الآية كما ساقها البخاري: ثم إن ربك من بعدها لغفور رحيم، ولذلك عند نسخة : " إلى قوله: لغفور رحيم ".
عندكم ما أشار إليها.
الطالب : نحن عندنا (( إن ربك من بعدها لغفور رحيم )).
الشيخ : إلى قوله : (( إن ربك من بعدها لغفور رحيم ))، ما فيه ثم ؟
عندنا ثم، لكن أشير إلى أنها محذوفة وأن صواب النسخة : إلى قوله لغفور رحيم.
يمكن ابن حجر تكلم عليها.
وش قال ؟