(( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله.
قال البخاري رحمه الله تعالى : قال الله تعالى : (( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) .
الشيخ : قوله (( ولا يزالون يقاتلوكم )) يعني الكفار، لا يزالون يقاتلون المسلمين، (( حتى يردوكم عن دينكم )) لأن هذا هو غايتهم، هم لا يريدون المال، إنما يريدون أن يصدونا عن دين الله.
ولكنه قال : (( إن استطاعوا )) وهذا إشارة إلى أن المؤمن لن يرتد عن دينه، ولن يستطيع الكافر أن يرده عن دينه، وهذا بالنسبة للمؤمن الحق، أما المؤمن المهلهل فهذا كل شيء يجتلبه، كما قال تعالى : (( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه )) يعني إن لم يأته أحد يزلزله أو يصده فهو مطمئن وإن أتاه أحد يلبس عليه أدنى تلبيس (( انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة )).
وقوله : (( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر )) إلى آخره، هذه الآية تقيد جميع الآيات التي فيها أن الردة تحبط العمل، مثل قوله تعالى : (( وقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ))، ومثل قوله تعالى : (( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعلمون )) فالآيات العامة أو المطلقة تقيدها إيش ؟ هذه الآية، ومفهومها : إن لم يمت على الكفر فإن عمله لا يحبط، وهو كذلك، حتى أوصافه السنية التي نالها قبل ردته ترجع عليه، مثل الصحبة النبوية، فالصحابي لو ارتد ثم رجع إلى الإسلام عادت صحبته وكان من الصّحابة.
وقوله : (( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) فيها إشارة إلى أن من مات على الردة والعياذ بالله فإنه لا يرجى له أن يدخل الجنة، بل هو من أصحاب النار الملازمين لها المخلدين فيها.