حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب قال حدثني عمر أن أباه حدثه عن عبد الله بن عمر وذكر الحرورية فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية ) حفظ
القارئ : حدثنا يحيى بن سليمان، حدثني ابن وهب، قال: حدثني عمر، أن أباه، حدثه، عن عبد الله بن عمر، وذكر الحرورية، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية ).
الشيخ : هذه الأحاديث الثلاثة كلها في الحرورية الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مكان يقال له حروراء،.
وكما سمعتم من أوصافهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( حدثاء الأسنان )، وفي رواية : ( حدّاث ) يعني صغيري السن، صغار، لم يبلغوا الأربعين، ولم يعرفوا التجارب ، ولم يعرفوا الدنيا.
( سفهاء الأحلام )، يعني العقول، عقولهم سفيهة ليس عندهم حكمة.
( يقولون من خير أقوال البرية ) يعني أقوالهم إذا سمعها الإنسان قال هذا خير الأقوال لأنهم فصحاء أهل بيان.
( لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ) الحنجرة هذه، يعني الإيمان لا يصل إلى القلب والعياذ بالله، وإنما هو في اللسان فقط، في النطق.
يقول : ( يمرقون من الدين ما يمرق السهم من الرمية ) يعني يمرقون بقوة، السهم إذا ضرب الرمية، رمية فعيلة بمعنى مفعولة يعني مرمية، إذا ضربها خرج مرقاً دون أن يمكث، لا سيما إذا كان من رجل قوي.
وقد وصف ذلك في الحديث الثاني أنه ينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى فيشك في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء لسرعة نفوذها.