قول الله تعالى : (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم )) . وقال : (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) : وهي تقية . وقال : (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض )) - إلى قوله - (( عفوا غفورا )) . وقال : (( والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا )) . فعذر الله المستضعفين الذين لا يمتنعون من ترك ما أمر الله به والمكره لا يكون إلا ممتنع من فعل ما أمر به . حفظ
القارئ : قول الله تعالى : (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم )) . وقال : (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) : وهي تقية . وقال : (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض )) إلى قوله (( عفوا غفورا )) . وقال : (( والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا )) . فعذر الله المستضعفين الذين لا يمتنعون من ترك ما أمر الله به والمكره لا يكون إلا مستضعفا غير ممتنع من فعل ما أمر به .
وقال الحسن: " التقية إلى يوم القيامة "، وقال ابن عباس فيمن يكرهه اللصوص فيطلِّق: " ليس بشيء ".
وبه قال ابن عمر، وابن الزبير، والشعبي، والحسن.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الأعمال بالنية ) .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف : كتاب الإكراه، والإكراه هو حمل الإنسان على ما لا يريده من قوله أو فعل، ففي القول مثل أن يقال له: قل إن رسول الله كاذب، والفعل مثل أن يقال له: اسجد لهذا الصنم، فهذا إكراه.
ثم إن الإكراه يكون بطرق، إما الحبس أو التعذيب أو أخذ المال، أو ضرب من يؤلمه ضربه أو ما أشبه ذلك، المهم أنها أنواع.
ويكون عذرا بهذه الطرق بحسب المكره عليه، فالمكره على الكفر ليس كالمكره على أن يبذل درهما من ماله، فيفرق بين المكره عليه لأجل أن ينظر في وسيلة الإكراه.
ثم إن الإكراه أحد موانع ثلاثة التي يمتنع بها التكليف، وهي : الجهل، والنسيان، والإكراه، وكلها مذكورة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أما الجهل والنسيان ففي قوله تعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله : قد فعلت.
وأما الإكراه ففي قوله تعالى : (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليه غضب من الله ولهم عذاب عظيم ))، وربما يدخل ذلك في قوله تعالى : (( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ))، فإن المكره لم يتعمد قلبه أن يفعل.
أما السنة فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ).