شرح قوله : (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض )) - إلى قوله - (( عفوا غفورا )) . وقال : (( والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا )) . فعذر الله المستضعفين الذين لا يمتنعون من ترك ما أمر الله به والمكره لا يكون إلا ممتنع من فعل ما أمر به . حفظ
الشيخ : وقال تعالى : (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم )) توفاهم الملائكة تقبض أرواحهم حال كونهم ظالمي أنفسهم ببقائهم في مكان لا يؤذن لهم فيه بالبقاء.
(( قالوا فيم كنتم )) يعني في أي حال كنتم، كيف تبقون في دار يلزمكم الهجرة منها ولم تهاجروا، (( قالوا كنا مستضعفين في الأرض )) يعني ولا نتمكن من المغادرة.
قالوا: (( ألم تكن أرض الله واسعة )) يعني أنكم إذا كنتم مستضعفين في الأرض لا تستطيعون إظهار دينكم فهاجروا، (( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين )) حقيقة (( من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم )).
فالحاصل أن الشاهد قوله : (( لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم )) فالذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا هؤلاء معفو عنهم لأنهم بمنزلة المكره.
إلى قوله : (( واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا )) فعذر الله المستضعفين الذين لا يمتنعون من ترك ما أمر الله به، والمكره لا يكون إلا مستضعفا غير ممتنع من فعل ما أمر به، واضح ؟ يعني قياس المكره على المستضعف قياس أولى، لأن المستضعف ربما يكون له حيلة لكن المكره لا يكون له حيلة.