إن قال قائل المحبة انفعال نفسي لا تمكن السيطرة عليه لا إيجاداً ولا إزالة فكيف يقول ( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) ؟ حفظ
الشيخ : فإن قال قائل: المحبة انفعال نفسي، لا تمكن السيطرة عليه، لا إيجاداً ولا إزالة، فكيف يقول: ( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) ؟ أليس النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( اللهم هذا قسْمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ) يعني المحبة ؟
فالجواب : نعم، لا شك أن المحبة انفعال نفسي لا يمكن للإنسان أن يتصرف فيه بزيادة أو نقص، ولكن إذا وفق الإنسان لاتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فستكون هذه المحبة ولا بد، (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) فإذا رأيت الإنسان تبَّاعا لما جاء به الرسول، بل إذا رأيت من نفسك لا تنظر للإنسان أيضا، إذا رأيت من نفسك أنك تحب اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتحرص على ذلك، فهذا عنوان محبتك لله، وستكون المحبة، ستجدها في قلبك، تجد أن الله عز وجل ورسوله أحب إليك من كل شيء.
ومن علامات ذلك أنه لو أمرك أبوك بشيء يخالف أمر الله ورسوله تقدم أمر الله ورسوله، إذن الله ورسوله أحب إليك من أبيك.
لو أن نفسك دعتك إلى شيء تفعله وفيه معصية لله والرسول فعصيتها وأطعت الله ورسوله عرفنا أنك تحب الله ورسوله أكثر من محبة نفسك.
هذه العلامات.