وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا ما رب النعم لم يعط حقها تسلط عليه يوم القيامة فتخبط وجهه بأخفافها ) وقال بعض الناس في رجل له إبل فخاف أن تجب عليه الصدقة فباعها بإبل مثلها أو بغنم أو ببقر أو بدراهم فراراً من الصدقة بيوم احتيالاً فلا بأس عليه وهو يقول إن زكى إبله قبل أن يحول الحول بيوم أو بسنة جازت عنه حفظ
القارئ : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا ما رب النعم لم يعط حقها تسلط عليه يوم القيامة، فتخبط وجهه بأخفافها ).
وقال بعض الناس: في رجل له إبل، فخاف أن تجب عليه الصدقة، فباعها بإبل مثلها أو بغنم أو ببقر أو بدراهم، فرارا من الصدقة بيوم احتيالا، فلا شيء عليه.
وهو يقول: إن زكى إبله قبل أن يحول الحول بيوم أو بسنة جازت عنه.
الشيخ : كأنه يقول يعترض عليه، يقول : كيف تقول : إنه إذا قدم زكاته أجزأت، وتقول إنه إذا باعها أو غيرها قبل الحول بسنة سقطت الزكاة، والصواب أنها تسقط إلا إذا كان محتالا، وإلا لو باعها قبل أن يحول الحول بيوم أو يومين أو عشرة أيام أو ما أشبه ذلك، وليس قصده أن يتحيل على إسقاط الزكاة تسقط الزكاة، إلا إذا كانت عروض تجارة، إذا كانت عروض تجارة فعروض التجارة يعتبر فيها القيمة ولو تغيرت أو تبدلت فهي باقية على الحول الأول، واضح ؟
يعني لو اشتريت مثلا سلعة للتجارة وقبل تمام الحول بعتها للكسب واشتريت بدلها وتمّ حول الأول أزكي الثاني هذا أو لا ؟ أزكيه وإن لم يكن له إلا يوم واحد، لأن عروض التجارة يخلف بعضها بعضا إذ إن المقصود بها القيمة دون عين المال، وهذه مسألة قد تخفى على بعض الناس، أفهمتم ؟ واضح ؟ نمشي ؟
التاجر الآن يشتري السلع ويبيعها، إذا كانت زكاته تحل في محرم، وهذه يبيعها وهذه يشتريها، وفي ذي الحجة باع الذي عنده واشترى غيره للتجارة، متى يزكي الذي اشتراه أخيرا ؟ في محرم، يعني هو لم يملكه إلا قبل بشهر، ووجه ذلك أن عروض التجارة لا تعتبر فيها الأعيان، إنما المعتبر فيها القيمة.
( إذا ما ربّ النعم لم يعط حقها ) ما وش إعرابها ؟ زائدة، ورب ؟ مبتدأ ؟ إذا ما تدخل على الأسماء.
هذه فيها خلاف ذكرنا لكم فيها خلاف، فالكوفيون يقولون إنها مبتدأ، وأنه يجوز أن تلي إذا الجملة الاسمية، فيقولون في قوله تعالى : (( إذا السماء انفطرت )) السماء مبتدأ، والجملة خبر المبتدأ.
والبصريون يقولون إنه فاعل (( إذا السماء انفطرت )) لفعل محذوف، والتقدير : إذا انفطرت السماء.
وبعض العلماء يقول : السماء فاعل انفطرت مقدما، وأنه يجوز تقديم الفاعل، أفهمتم ؟ إي نعم.
والأقرب أن يقال : إن إذا تضاف إلى الجمل الاسمية أحيانا وإلى الجمل الفعلية أحيانا وهو الأكثر، وعلى هذا فيكون : ربُّ في الحديث مبتدأ.