قول عمر رضي اللله عنه لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته ألا يدل هذا على أن أبا عبيدة أفضل من عثمان ؟ حفظ
السائل : شيخ أحسن الله إليكم، قول عمر رضي اللله عنه: " لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته " ما يدل هذا على أن أبا عبيدة أفضل من عثمان ؟
الشيخ : لا، هو لأنه فيه نص أنه أمين، فيه نص، وهذه الفضلة الخاصة في شيء معين لا يدل على الفضل المطلق.
السائل : لكن عمر يقول سيوليه ؟
الشيخ : ما يخالف، يكون أولى به بالخلافة لأن الرسول نص على أنه أمين هذه الأمة، ... وكما مرّ علينا من قبل: الفضل في شيء معين لا يدل على الفضل المطلق، فكون الرسول عليه الصلاة وسلم قال في غزوة خيبر : ( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) ثم قام الناس يدوكون أيُّهم يعطاها، فلما أصبح دعا عليا، فقالوا : إن به رمد فأتى ثم بصق في عينه فبرأ ثم أعطاه الراية.
لا نقول إنه بهذا يفضل أبا بكر وعمر، لأنّ القاعدة أن الفضيلة الخاصة لا تقتضي الفضل المطلق.
وهذه مرت علينا قريبا في أي مكان ؟ في النونية.
السائل : صحيح يا شيخ ، لكن عمر رضي الله عنه يعني أراد أن يجعله خليفة الآن مذهب أهل السنة والجماعة؟
الشيخ : أراد أن يجعله خليفة لقوله : أمين هذه الأمة، ما هو لأنه أفضل، لأن الرسول نص على أنه الأمين، ومعلوم أن الخلافة تقتضي أنه أمين، تقتضي الأمانة، فالأمانة صفة خاصة بالولاية، يعني من أخص ما يكون بالأمانة الولاية، فكونه منصوصا على أنه هو أمين هذه الأمة يقتضي أنه ما فيه أحد مثله في الأمانة، فإذا كان كذلك صلح، لكن لا يلزم من هذا أن يكون أفضل، كما أن بعض أهل السنة والجماعة يرون بأن عليا رضي الله عنه أفضل من عثمان، ومع ذلك لا يختلفون في أن أولى الناس بالخلافة بعد عمر هو عثمان.