تتمة شرح الآية . (( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ... )) حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
لم نكمل الكلام على الآية، قوله تعالى : (( فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ))
(( علم )) أي الله عز وجل، (( علم ما لم تعلموا )) أي مما سيكون من هذا الصلح الذي جرى، فإن هذا الصلح الذي جرى كما يعلمه كثير منكم حصل فيه في ظاهره غضاضة على المسلمين، حتى قال عمر رضي الله عنه : " ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ "، قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( بلى )، قال : " فلم نعطي الدنية في ديننا ؟! " فجعلوا ذلك من الدنيّة، ولكن الله عز وجل قال : (( علم ما لم تعلموا )) أي من المصالح العظيمة في هذا الصلح ، (( فجعل من دون ذلك فتحا قريبا )) فسمّى الله تعالى ذلك فتحا، (( من دون ذلك )) أي من دون دخولكم المسجد الحرام، (( فتحا قريبا )) وهو هذا الصلح، فسمّاه الله تعالى فتحا، وكذلك سمّاه فتحا في قوله تعالى : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ))، فالمراد بالفتح في هذه الآية صلح الحديبية.
وأما قول الله تعالى : (( إذا جاء نصر الله والفتح )) فالمراد بالفتح هنا فتح مكة.