شرح قوله (( ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون )) حفظ
الشيخ : (( ذلكما مما علمني ربي )) في هذه الجملة إسناد النعمة إلى مسديها وموليها وهو الله عز وجل وفيها التحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى.
ثم علل ما علمه الله فقال : (( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت ملة آبائي )) إلى آخره.
هذه الجملة تعليل لقوله : (( مما علمني ربي ))، وفي هذا دليل على أن الإنسان إذا أخلص في توحيده وعمل عملا صالحا كان ذلك من أسباب العلم، وهو ظاهر كما في قوله تعالى : (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )).
قال : (( إني تركت ملة قوم )) الملة ما ينتحله الإنسان ويتدين به كملة الإسلام مثلا، (( لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون )) لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر.
وقوله : (( وهم بالآخرة هم كافرون )) هم الأولى مبتدأ، وهم الثانية توكيد للأولى يعني أنهم كافرون بالآخرة على وجه مؤكد.
(( واتبعت ملة آبائي )) شف ترك ملة هؤلاء واتبع ملة هؤلاء، وفيه إشارة إلى ما يتكرر علينا كثيرا من أن التخلية قبل التحلية، وهذا في الأمور المعنوية وكذلك في الأمور الحسية، لو أردت أن تفرش فراشا على الأرض هل أنت تنظف الأرض أولا أو تفرش الفراش عليها وهي وسخة ؟ الأول، تزيل الأذى ثم تأتي بالمطلوب.
ولهذا قال : (( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله واتبعت )) وهذا معنى لا إله إلا الله، لأن لا إله نفي، وإلا الله إثبات.
(( واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب )) إبراهيم جد أبيه، وإسحاق جده، ويعقوب أبوه، وكلهم آباء، وفي هذه الآية الجملة دليل على أن الجد أب، وعلى هذا فيحجب من الإخوة من يحجبهم الأب، فلا يرث معه أخ شقيق ولا أخ لأب كما لا يرث معه أخ لأم بالإجماع.
(( ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء )) مثل هذا التركيب: ما كان لنا يعني يمتنع علينا، يعني لا يحق لنا ويمتنع علينا أن نشرك بالله من شيء، ومن شيء هذه نكرة دخلت عليها من الزائدة فتفيد العموم، لأن من الزائدة إذا دخلت على نكرة في سياق النفي أو الشرط أو النهي أو الاستفهام الإنكاري كانت نصا في العموم حطوا بالكم.
معروف أن النكرة إذا كانت في سياق النهي أو النفي أو الشرط أو الاستفهام الإنكاري فهي للعموم، لكن إذا دخلت عليها من الزائدة كانت نصا في ذلك.
وعلى هذا فنقول : من حرف جر زائد زائد، صح ؟ زائد زائد، صحيح يا عبد الله ؟ زائد لفظا وزائد في المعنى، وإنما قلنا ذلك لأن كلمة زائد اسم فاعل من زاد وهي متعدية ولازمة، الفعل هذا متعدي ولازم، يقال : زاد الماء هذا لازم، ويقال: زاده خيرا، هذا متعدي.
يقول : (( ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء، ذلك من فضل الله )) ذلك المشار إليه أن الله عصمهم من الشرك وخصهم بالتوحيد.
(( من فضل الله علينا وعلى الناس )) أما كونه من فضل الله عليهم فظاهر لأن الله هداهم للإسلام، وأما كونه من فضل الله على الناس فلأن الله جعل الهداية هداية الدلالة على أيدي هؤلاء الرسل الكرام إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فقد بينوا للناس طريق الهدى فصار ما هم عليهم فضلا من الله عليهم وفضلا من الله على الناس.
(( ولكن أكثر الناس لا يشكرون )) أي لا يقومون بشكر الله عز وجل، أكثر الناس كم نسبتهم ؟ تسعمائة وتسعة وتسعون من الألف، لأن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا آدم، فيقول : لبيك وسعديك ، فيقول: أخرج من ذريتك بعثا إلى النار، فيقول : رب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، من بني آدم، كلهم في النار، وواحد في الألف في الجنة.
قال ابن القيم رحمه الله في هذا المعنى :
" يا سلعة الرحمن ليس ينالها " يعني الجنة.
" يا سعلة الرحمن ليس ينالها *** في الألف واحد لا اثنان "
اللهم اجعلنا من هذا الواحد.
يقول : (( ولكن أكثر الناس لا يشكرون )).
ثم علل ما علمه الله فقال : (( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت ملة آبائي )) إلى آخره.
هذه الجملة تعليل لقوله : (( مما علمني ربي ))، وفي هذا دليل على أن الإنسان إذا أخلص في توحيده وعمل عملا صالحا كان ذلك من أسباب العلم، وهو ظاهر كما في قوله تعالى : (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )).
قال : (( إني تركت ملة قوم )) الملة ما ينتحله الإنسان ويتدين به كملة الإسلام مثلا، (( لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون )) لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر.
وقوله : (( وهم بالآخرة هم كافرون )) هم الأولى مبتدأ، وهم الثانية توكيد للأولى يعني أنهم كافرون بالآخرة على وجه مؤكد.
(( واتبعت ملة آبائي )) شف ترك ملة هؤلاء واتبع ملة هؤلاء، وفيه إشارة إلى ما يتكرر علينا كثيرا من أن التخلية قبل التحلية، وهذا في الأمور المعنوية وكذلك في الأمور الحسية، لو أردت أن تفرش فراشا على الأرض هل أنت تنظف الأرض أولا أو تفرش الفراش عليها وهي وسخة ؟ الأول، تزيل الأذى ثم تأتي بالمطلوب.
ولهذا قال : (( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله واتبعت )) وهذا معنى لا إله إلا الله، لأن لا إله نفي، وإلا الله إثبات.
(( واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب )) إبراهيم جد أبيه، وإسحاق جده، ويعقوب أبوه، وكلهم آباء، وفي هذه الآية الجملة دليل على أن الجد أب، وعلى هذا فيحجب من الإخوة من يحجبهم الأب، فلا يرث معه أخ شقيق ولا أخ لأب كما لا يرث معه أخ لأم بالإجماع.
(( ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء )) مثل هذا التركيب: ما كان لنا يعني يمتنع علينا، يعني لا يحق لنا ويمتنع علينا أن نشرك بالله من شيء، ومن شيء هذه نكرة دخلت عليها من الزائدة فتفيد العموم، لأن من الزائدة إذا دخلت على نكرة في سياق النفي أو الشرط أو النهي أو الاستفهام الإنكاري كانت نصا في العموم حطوا بالكم.
معروف أن النكرة إذا كانت في سياق النهي أو النفي أو الشرط أو الاستفهام الإنكاري فهي للعموم، لكن إذا دخلت عليها من الزائدة كانت نصا في ذلك.
وعلى هذا فنقول : من حرف جر زائد زائد، صح ؟ زائد زائد، صحيح يا عبد الله ؟ زائد لفظا وزائد في المعنى، وإنما قلنا ذلك لأن كلمة زائد اسم فاعل من زاد وهي متعدية ولازمة، الفعل هذا متعدي ولازم، يقال : زاد الماء هذا لازم، ويقال: زاده خيرا، هذا متعدي.
يقول : (( ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء، ذلك من فضل الله )) ذلك المشار إليه أن الله عصمهم من الشرك وخصهم بالتوحيد.
(( من فضل الله علينا وعلى الناس )) أما كونه من فضل الله عليهم فظاهر لأن الله هداهم للإسلام، وأما كونه من فضل الله على الناس فلأن الله جعل الهداية هداية الدلالة على أيدي هؤلاء الرسل الكرام إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فقد بينوا للناس طريق الهدى فصار ما هم عليهم فضلا من الله عليهم وفضلا من الله على الناس.
(( ولكن أكثر الناس لا يشكرون )) أي لا يقومون بشكر الله عز وجل، أكثر الناس كم نسبتهم ؟ تسعمائة وتسعة وتسعون من الألف، لأن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا آدم، فيقول : لبيك وسعديك ، فيقول: أخرج من ذريتك بعثا إلى النار، فيقول : رب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، من بني آدم، كلهم في النار، وواحد في الألف في الجنة.
قال ابن القيم رحمه الله في هذا المعنى :
" يا سلعة الرحمن ليس ينالها " يعني الجنة.
" يا سعلة الرحمن ليس ينالها *** في الألف واحد لا اثنان "
اللهم اجعلنا من هذا الواحد.
يقول : (( ولكن أكثر الناس لا يشكرون )).