هذه المعاني المشتركة في لفظ واحد في هذه الكلمة أو في غيرها إذا جاءت هل نحملها على جميع معانيها أم على معنى واحد ؟ حفظ
الشيخ : فإن قال قائل : هذه المعاني المشتركة في لفظ واحد في هذه الكلمة أو في غيرها إذا جاءت فهل نحملها على جميع معانيها أو على واحد منها ؟
فإن قلنا بالأول صار هناك إشكال وهو استعمال المشترك في معانيه أو معنييه، وإن قلنا بالثاني صار فيه إشكال أيضا وهو ما الذي نرجح من هذه المعاني المشتركة؟
والجواب عن ذلك أن نقول: نحن نرجح أحد المعاني إن كان فيه ترجيح، وإن لم يكن فيه ترجيح وكان اللفظ يحتمل المعاني كلها على السواء فإننا نقول: هو شامل للمعاني كلها، ولا يضر أن نستعمل المشترك في معنييه أو معانيه، ما يضر، إذا كان اللفظ يحتمل هذا المعنى وليس فيه منقاضة للمعنى الثاني فلنحمله عليه عرفتم.
فمثلا: (( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )) قروء جمع قرء وهو يطلق على الحيض وعلى الطهر، فهل نقول بأن هذا اللفظ يصلح للمعنيين أو نقول لواحد ؟ نقول للمعنيين لا يمكن لأن الطهر نقيض الحيض، إذن لا يحمل هذا اللفظ إلا على أحد المعنيين وننظر للمرجح من اللغة والقرآن والسنة، والصحيح أن المراد بالقروء الحيض لا الأطهار.
وفي قوله تعالى : (( والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس )) عسعس أقبل أو أدبر، يقول العلماء: إنه صالح للمعنيين، وإذا كان صالحا للمعنيين فإنه يحمل عليهما لأنه لا منافاة، فالله تعالى يقسم بالليل عند إدباره وبالليل عند إقباله، فيكون المعنى مشتركا.
إن القاعدة في اللفظ الذي له معان متعددة وهو المشترك أن نحمله على معانيه أو معنييه إذا لم يكن هناك تناقض، فإن كان هناك تناقض طلبنا الترجيح، فإن لم نجد وجب التوقف.