شرح قوله (( وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك )) حفظ
الشيخ : (( وقال الملك )) يعني أنّ الرسول الذي أرسل رجع وأخبر الملك، فقال الملك ائتوني به، (( فلما جاءه الرسول )) جاءه الهاء تعود على من ؟ على يوسف، الرسول أي من قبل الملك، قال أي يوسف ، (( ارجع إلى ربك فسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عظيم )) وهذا من حلمه وأناته عليه الصلاة والسلام، هو سجين الآن وله مدة، وجاءه رسول الملك يقول احضر وكان مقتضى الطبيعة البشرية أن يبادر بالخروج لكنه أراد أن يخرج على شرف وعلى عزّة وكرامة، أراد أن لا يخرج حتى تظهر براءة ساحته مما اتهمته به امرأة العزيز، (( قال ارجع إلى ربك )) أي سيدك (( فسأله ما بال النسوة )) أي ما شأنهن، (( اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم ))، وأظن تعرفون قصة النسوة هذه.
في نساء وتعرفون أن النساء عندهن غيرة يتحدثن بامرأة العزيز بامرأة الملك ولعلها من أجمل النساء وهي بلا شك أرفع النساء مكانة في الأمور الدنيوية لأنها امرأة الملك، يتحدثن (( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا )) تراوده تريد أن يفعل بها، شغفها حبا أي بلغ حبه شغاف قلبها، (( إنا لنراها في ضلال مبين )) كيف امرأة سيدة تقول لخادمها وعبدها يفعل بها ؟! ففهمت امرأة العزيز أنهن يردن الاطّلاع على هذا الفتى، لأنه لولا أن هذا الفتى نادر ما كانت امرأة العزيز لتضع نفسها حتى تراوده عن نفسه، فلما سمعت بمكرهن مكرت بهن، أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا أي مكانا يتكئن فيه ويطمأنن فيه ولعلها قدّمت لهن طعاما أو شيئا من الضيافة لزيادة الطمأنينة لأن المتكأ عادة إنما يكون عند الطمأنينة والراحة، (( وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن ))، فخرج، (( فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن )) يعني كأنهن أغمي عليهن من حسن الرجل وجماله، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم إنه أعطي شطر الحسن، نصف الحسن الذي في بني آدم كلهم، قطعن أيديهن، قيل إنهن أعطتهن أترجا، تعرفون الأترج ؟ يسمى باللغة العامية: ترنج بالنون، وأنها الواحدة منهن جعلت تقطع يدها تحسب أنها تقطع الأترج، ولكن هذا ليس في القرآن فيكون من أخبار بني إسرائيل، والقرآن ظاهره لا يخالفه ولا يوافقه فنقول الله أعلم، إنما الشأن كل الشأن أنهن قطعن أيديهن فصار ما أصابهن من الذهول أشد مما أصاب امرأة العزيز، ولهذا قالت لهن :(( فذلكن الذي لمتنني فيه )) ثم صرحت بما لا تستطيع دفعه، (( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم )) - سبحان الله كيف امرأة تقول هذا الكلام - ، تؤكد هذا بثلاث مؤكدات، وهي: القسم واللام وقد، باحت بشيء لا يبوح به أحد، عجزت تملك نفسها، (( ولئن يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين )) والله أعلم هل هي تريد أن يفعل ما تأمره أمام النساء هذه أو لا، المهم أنها هددته بالسجن، فهو عليه الصلاة والسلام أراد أن لا يخرج من سجنه إلا وهو بريء أتم البراءة وهذا من حلمه وطمأنينته.
(( اسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم )) من ربه ؟ يحتمل أنه هو الله ويحتمل أنه الملك، ولكن الأصل أنه إذا وقع مثل هذا الكلام من موحد فهو يعود على رب العالمين عز وجل.
(( قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه )) كيف قال هذا الكلام ؟ وهي دعوى، وهل تقبل الدعوى بلا بينة ؟ أجيبوا يا جماعة ؟ فيه بينة، (( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين، فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن )) المسألة واضحة، المهم إلى آخر القصة.
البخاري رحمه الله اقتصر على قوله (( ارجع إلى ربك )).
في نساء وتعرفون أن النساء عندهن غيرة يتحدثن بامرأة العزيز بامرأة الملك ولعلها من أجمل النساء وهي بلا شك أرفع النساء مكانة في الأمور الدنيوية لأنها امرأة الملك، يتحدثن (( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا )) تراوده تريد أن يفعل بها، شغفها حبا أي بلغ حبه شغاف قلبها، (( إنا لنراها في ضلال مبين )) كيف امرأة سيدة تقول لخادمها وعبدها يفعل بها ؟! ففهمت امرأة العزيز أنهن يردن الاطّلاع على هذا الفتى، لأنه لولا أن هذا الفتى نادر ما كانت امرأة العزيز لتضع نفسها حتى تراوده عن نفسه، فلما سمعت بمكرهن مكرت بهن، أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا أي مكانا يتكئن فيه ويطمأنن فيه ولعلها قدّمت لهن طعاما أو شيئا من الضيافة لزيادة الطمأنينة لأن المتكأ عادة إنما يكون عند الطمأنينة والراحة، (( وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن ))، فخرج، (( فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن )) يعني كأنهن أغمي عليهن من حسن الرجل وجماله، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم إنه أعطي شطر الحسن، نصف الحسن الذي في بني آدم كلهم، قطعن أيديهن، قيل إنهن أعطتهن أترجا، تعرفون الأترج ؟ يسمى باللغة العامية: ترنج بالنون، وأنها الواحدة منهن جعلت تقطع يدها تحسب أنها تقطع الأترج، ولكن هذا ليس في القرآن فيكون من أخبار بني إسرائيل، والقرآن ظاهره لا يخالفه ولا يوافقه فنقول الله أعلم، إنما الشأن كل الشأن أنهن قطعن أيديهن فصار ما أصابهن من الذهول أشد مما أصاب امرأة العزيز، ولهذا قالت لهن :(( فذلكن الذي لمتنني فيه )) ثم صرحت بما لا تستطيع دفعه، (( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم )) - سبحان الله كيف امرأة تقول هذا الكلام - ، تؤكد هذا بثلاث مؤكدات، وهي: القسم واللام وقد، باحت بشيء لا يبوح به أحد، عجزت تملك نفسها، (( ولئن يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين )) والله أعلم هل هي تريد أن يفعل ما تأمره أمام النساء هذه أو لا، المهم أنها هددته بالسجن، فهو عليه الصلاة والسلام أراد أن لا يخرج من سجنه إلا وهو بريء أتم البراءة وهذا من حلمه وطمأنينته.
(( اسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم )) من ربه ؟ يحتمل أنه هو الله ويحتمل أنه الملك، ولكن الأصل أنه إذا وقع مثل هذا الكلام من موحد فهو يعود على رب العالمين عز وجل.
(( قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه )) كيف قال هذا الكلام ؟ وهي دعوى، وهل تقبل الدعوى بلا بينة ؟ أجيبوا يا جماعة ؟ فيه بينة، (( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين، فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن )) المسألة واضحة، المهم إلى آخر القصة.
البخاري رحمه الله اقتصر على قوله (( ارجع إلى ربك )).