حدثنا عبد الله حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن سعيد بن المسيب وأبا عبيد أخبراه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم أتاني الداعي لأجبته ) حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله، حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزهري، أن سعيد بن المسيب، وأبا عبيد، أخبراه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو لبثت في السجن ما لبث يوسف، ثم أتاني الداعي لأجبته ).
الشيخ : هذا من تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأن هذه الكلمة فيها ثناء عظيم على يوسف، وهذا من تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وينبغي لنا أن نقتدي به في هذا بأن لا نغمط الناس حقهم، كثير من الناس يذكر عنده الرجل الفاضل في دينه أو في علمه أو في خلقه أو في بذله للمال، ولا يذكر فضله، فهل يلحق هذا بالحاسد الذي يذكر السَّيء ؟ لأن الناس عند ذكر الغير ينقسمون إلى ثلاثة إقسام:
قسم يذكره بما يكره، فهذا لا شك أنه غيبة.
وقسم يذكره بما يحب وهو متصف به، فهذا قال الحق وأعطى الحق صاحبه.
والثالث: ساكت مع علمه بحال صاحبه أنه أهل للثناء فهذا فيه نوع من الحسد، لأنه بسكوته كتم فضلا أعطاه الله سبحانه وتعالى هذا الرجل، وكمال العدل أن يذكر الإنسان بما يستحق كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لو لبثت في السجن ما لبث يوسف، ثم أتاني الدّاعي لأجبته )، ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر هذا بمقتضى الطبيعة البشرية، فإن رجلا يبقى في السجن ثم يأتيه الداعي من قبل من سجنه لا شك أنه سوف يفرح ويبادر.
السائل : ...؟
الشيخ : الله أعلم، الشيء الذي لم يبين في القرآن ولا في السنة الإعراض عنه أولى، لأنه لو كان خيرا لبُيّن.