حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري بهذا وقال ما أدري ما يفعل به قالت وأحزنني فنمت فرأيت لعثمان عيناً تجري فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( ذلك عمله ) حفظ
القارئ : حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري، بهذا، وقال: ( ما أدري ما يفعل به ، قالت: وأحزنني فنمت، فرأيت لعثمان عينا تجري، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذلك عمله ).
الشيخ : هذا الحديث فيه رؤيا النساء، حيث رأت رضي الله عنها أم العلاء لعثمان بن مظعون رضي الله عنه عينا تجري، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ذلك عمله ).
وفي هذا الحديث دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يجزم بفعل الله عز وجل في أي شخص، فلا يجزم بأن الله رحمه ولا أن الله غفر له، ولا أن الله أكرمه ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرجى له الخير، وأما الجزم فهذا لا يكون إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أما نحن فنرجو للشخص الخير إذا كان ممن يرجى له ذلك، وأما أن نجزم ونقول إن الله أكرمه، إن الله تغمده وما أشبه ذلك فلا يجوز، لأن هذا خبر عما لا نعلم، وقد قال الله تعالى : (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )).
فإن قلت :يجري على ألسن الناس أنهم يقولون: فلان المرحوم فلان المغفور له، فهل هو من هذا الباب ؟
والجواب على ذلك أن نقول: إن كان خبرا فهو من هذا الباب، لأنه لا يجوز أن تجزم بان الله رحمه أو غفر له، وإن كان رجاء أو دعاء فإنه يجوز، كما تقول : فلان غفر الله له، هذه جملة خبرية لكن يراد بها الطلب والإنشاء، فإذا كان القائل فلان المرحوم فلان المغفور له إذا كان يريد بذلك الخبر وأن الله قد رحمه وغفر له، قلنا لا يجوز ذلك ، لأن ذلك جزم بما لا علم لك به، وإن كان يريد بذلك الرجاء أو الدعاء فلا بأس به.
وفي هذا دليل على جواز الرد على الكبير مهما كبر، لأنها لما قال لها عليه الصلاة والسلام : ( وما يدريك أن الله أكرمه ) قالت: بأبي أنت يا رسول الله ، فمن يكرمه الله ؟ يعني إذا لم يكرم هذا الرجل، فمن الذي يكرم، يعني أنه أهل لأن يكرمه الله عز وجل، ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرها بأنه لا نجزم بهذا الشيء.