كلام الشيخ على استتابة الإمام أبي حنيفة رحمه الله . حفظ
الشيخ : ... هل تستطيعون أن تحددوا لنا نوعية الكفر الذي كفر به أبو حنيفة رحمه الله واستتيب منه ، لا سبيل لهم إلى ذلك إلا ما رووه عن تلميذه أبي يوسف أنه قضى شهورا ربما ستة أشهر وهو على رأي المعتزلة في القرآن ، فمن الممكن وأنا أقول الآن بتحفظ يمكن أن تكون هذه الرواية يعني من طريق تلميذه أبي يوسف تكون صحيحة ، ففي هذا الظرف الذي ألم بأبي حنيفة ، هذا الوسواس وهو الشك في كون كلام الله عز وجل هو صفة من صفاته ، وأنه بحرف وبصوت كما عليه أهل السنة وليس كما عليه الأشاعرة والماتردية الكلام النفسي الذي يسموه الكلام النفسي ، ويمكن في هذا الوقت لقوة شوكة أهل الحديث وأهل السنة في ذلك الزمان استطاعوا أن يأتوا به ويكلموه ويحكوا على أن الذي يقول كلام الله مخلوق مثل الماتريدي أن هذا كفر فيستتاب منه لما تكون الدولة ... وأن لا يقتل إذا أصر على هذا ، ممكن أن يكون هذا الكفر الذي أجمل هنا أو أطلق بالمعنى الصحيح أن يكون نوعا من هذا الذي وقع الخلاف بين أهل السنة من جهة وبين المعتزلة والماتردية والأشاعرة من جهة أخرى ، ولذلك نحن مثل هذه الرواية بلا شك نأخذ منها شيئا ، يعني يأخذ على أبي حنيفة ، لكن ما هو هذا الشيء . ؟ لا نستطيع أن نأخذه من هذه الكلمة المجملة لأنها غير مفسرة ، أظن جوابي واضح في هذا . ؟ نحن بطبيعة الحال لا ندافع عن أبي حنيفة ، لأني أراه أنه هو ليس من أهل الحديث في الفقه ، فيكفي أنه معروف أنه إمام أهل الرأي ، لكن في نفس الوقت أنا لا أريد أن أتحامل على الرجل وأن لا نعرف قدره وفضله في الفقه ، لكن هذا أيضا لا يحملنا على أن نتعصب له ونتحمس له وأي رواية تروى فيها طعن فيه ، نطعن في الرواية ولو كان البخاري ومسلم وأحمد إلى آخره كما يفعل متعصبة الحنفية في هذا الزمان ، أبو غدة ومثاله ، لكن نحن في الواقع نحاول أن نتبع قول الله عز وجل : (( ولا يجرمنكم شنئان قول على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) فأنا مثلا لا أتعصب لأبي حنيفة وأنا الذي إن كان لي أن أفاخر ولا فخر في الإسلام ، أنا الذي أشعت بين الناس وقامة قيامة المتعصبين أنه أبو حنيفة ضعيف في الحديث ، العالم الإسلامي كان في غفلة منه ، طبعا أنا ما جبت شيء من عندي ، مكتوب ، لكن من يقرأ هذا المكتوب ، خاصة فيما يتعلق بأبي حنيفة الإمام الأعظم ، فأنا كنت بفضل الله أول من أشهر موقف علماء الحديث بالنسبة للإمام أبي حنيفة في رواية الحديث ، فهو ضعيف في الحديث ، فقامت قيامة المتعصبين، لماذا . ؟ لأنهم لا ينقدون بعقل وفكر ووعي ودين ، وإنما هي عصبية جاهلية ، فهذه الجملة لا شك فيها طعن في أبي حنيفة ، لكن ما يجوز أن نكفر ، ما هو سبب التكفير . ؟ سبب التكفير من وين، علما أنه الخلاف في المشتد بين علماء الحديث من جهة ، وعلى رأسهم ابن تيمية في عصره وبين المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من جهة أخرى ، علماء الحديث أنفسهم لا يقولون فلان كافر ، ممن يعرفون أنه حاد عن طريق السنة ، ولذلك يوجد الإمام البخاري يروي عن بعض المعتزلة ويروي عن بعض الخوارج ونحن ذلك ، الحديث يحتج بحديثهم ، فلو كانوا هؤلاء بسبب انحرافهم في العقيدة عن خط السنة كفارا ، لما روى لهم هذه الأحاديث ولا وافقوهم ، حينما يقال الشيء الفلاني كفر أو فلان كفر، إنما يعنون التحذير مما وقع فيه ، ولا يعنون الحكم عليه بانه مرتد عن دينه ، حاشاهم من ذلك . طيب غيره . ؟