تتمة شرح حديث : ( إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما ... ) حفظ
الشيخ : ( وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ) يعني يمضي فيسبح ما شاء الله أن يسبح، ( ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فيفغر له فاه ) يعني يفتحه، ( فيلقمه حجرا فينطلق يسبح، ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا ) قال: ( قلت لهما: ما هذان؟ ) قال: ( قالا لي: انطلق انطلق ).
قال :( فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة ) أي الرؤيا، ( كأكره ما أنت راء رجلا مرآة، وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها ) قال: ( قلت لهما: ما هذا؟ ) الحش يضم بعضها إلى بعض، ويسعى حولها يعني يدور حولها.
قال: ( قلت لهما: ما هذا؟ ) قال: ( قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على روضة ) وش عندكم ؟ ( معتمَّة )، ( فأتينا على روضة معتمة، فيها من كل لون الربيع ) معتمة الظاهر والله أعلم ... مجتمع بعضها إلى بعض، وقوله : ( من كل لون الربيع ) أي زهر الربيع.
( وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل، لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط ) قال: ( قلت لهما: ما هذا ما هؤلاء؟ )، ما هذا يعني الرجل، ما هؤلاء الولدان.
قال: ( فقالا لي: انطلق انطلق ) قال: ( فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة، لم أر روضة قط أعظم منها ولا أحسن ) قال: ( قالا لي: ارق فيها، فارتقينا فيها، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها، فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء ) قال: ( قالا لهم ) يعني قالا الرجلان، لهم أي لهؤلاء الذين شطر من خلقهم كأقبح ما أنت راء، ( اذهبوا فقعوا في ذلك النهر )، قال: ( وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض ) يعني اللبن الخالص الذي لم يشب بماء، (فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة ) قال: ( قالا لي: هذه جنة عدن وهذاك منزلك ) قال: ( فسما بصري صُعُدا ) يعني ارتفع، ( فإذا قصر مثل الربابة البيضاء ) قال: ( قالا لي: هذاك منزلك ) قال: ( قلت لهما: بارك الله فيكما ذراني فأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله ) لأنه الآن في الدنيا وهذا القصر في الآخرة.
قال: ( فقلت لهما: فإني قد رأيت منذ الليلة عجبا، فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل ) انتبهوا للتعبير، ( فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ) هذا الرجل الأول الذي يثلغ رأسه بالحجر والعياذ بالله، ويتدهده الحجر ها هنا وها هنا، فإذا اتبعه وأخذه عاد إليه وجده قد صحّ، يعني قد زال الثلغ فيضربه مرة ثانية وهكذا.
هذا الرجل يقول : هو الذي يأخذ القرآن ولكنه لا يعمل به يرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة فلا يهتم بها.
( وأما الرجل الذي أتيت عليه، يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ) ولذلك عوقب بهذا العقاب والعياذ بالله، يكذب الكذبة فيتحدث الناس بها، وسواء غدا من منزلة أو ذهب مساء، لأن المقصود بالغدو هنا إما مطلق الرواح وإما الغدو في الصباح، فإن كان المراد به مطلق الرواح فالأمر ظاهر يشمل الصباح والمساء، وإن كان المراد به الغدو في الصباح فكذلك الذهاب في المساء مثله، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق يتحدث الناس بها يظنون أنها حق وهي كذب، ولهذا شرشر فاه الذي تكلم بهذه الكلمة، وعينه التي تنظر وتطّلع وتخبر من رأت، وأنفه لأن فيه جمال الوجه.
قال: ( وأما الرّجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني ) نعوذ بالله، يعذبون جميعا في هذا الذي مثل التنور، وتخرج النار من تحتهم، فيكون لهم ضوضاء وأصوات، بدل ما نالوا من اللذة المحرمة - والعياذ بالله - ينالون هذا العقاب، فانظر كيف كانت هذه اللذة التي تمضي وكأنها خيال أو حلم نائم تعقب هذا العذاب، نعوذ بالله.
وفي هذا التحذير الشديد من الزنا.
( وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر، فإنه آكل الربا ) منغمس والعياذ بالله في هذا النهر، والنهر كما سمعتم أول الحديث مثل الدم أحمر، ولكن مع ذلك، مع خبث منظره فإن هذا منغمس فيه، لأنه والعياذ بالله كما وصف الله عز وجل : (( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )) ومع ذلك لا يشبعون من الربا، يسبح ما شاء الله أن يسبح ثم يعود ليقم فاه بهذا الحجر.
( وأما الرجل الكريه المرآة، الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم ) مالك خازن النار، وقد ذكر الله تعالى اسمه في القرآن فقال : (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك )).
( وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة ) يكون حول إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهذا من تسخير الله لهم أن جاء من يتولاهم هو أبوهم إبراهيم.
قال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وأولاد المشركين ) لأن أولاد المشركين يولدون على الفطرة، فآباؤهم يهودونهم أو ينصرونهم أو يمجسونهم وإلا فهم مولودون على الفطرة.
وظاهر هذا الحديث أن أولاد المشركين في الجنة، وقد جاءت أحاديث تدل على أنه لا يعلم عنهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الله أعلم بما كانوا عاملين )، وجاء في أحاديث أخرى أن أولاد المشركين منهم، فاختلف العلماء كيف يخرجون هذه الأحاديث، ولكن تخريجها سهل.
أما قوله : ( أولاد المشركين منهم ) فالمراد بذلك أحكام الدنيا، فإن ولد المشرك إذا مات يعامل معاملة المشرك لا معاملة المسلم، يعني لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين.
وأما قوله : ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) فلأن الله تعالى يمتحنهم يوم القيامة بما شاء من الامتحان، ولا يعلم هل يطيعون فينجون أو لا.
وأما قوله هنا : ( وأولاد المشركين )، فيحمل على أولاد المشركين الذين نجوا حين امتحنوا في القيامة، يعني الذين علم الله أنهم ينجون، يموتون على الفطرة ويتولاهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
قال: ( وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسنا وشطر قبيحا، فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، تجاوز الله عنهم ).
قال :( فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة ) أي الرؤيا، ( كأكره ما أنت راء رجلا مرآة، وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها ) قال: ( قلت لهما: ما هذا؟ ) الحش يضم بعضها إلى بعض، ويسعى حولها يعني يدور حولها.
قال: ( قلت لهما: ما هذا؟ ) قال: ( قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على روضة ) وش عندكم ؟ ( معتمَّة )، ( فأتينا على روضة معتمة، فيها من كل لون الربيع ) معتمة الظاهر والله أعلم ... مجتمع بعضها إلى بعض، وقوله : ( من كل لون الربيع ) أي زهر الربيع.
( وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل، لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط ) قال: ( قلت لهما: ما هذا ما هؤلاء؟ )، ما هذا يعني الرجل، ما هؤلاء الولدان.
قال: ( فقالا لي: انطلق انطلق ) قال: ( فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة، لم أر روضة قط أعظم منها ولا أحسن ) قال: ( قالا لي: ارق فيها، فارتقينا فيها، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها، فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء ) قال: ( قالا لهم ) يعني قالا الرجلان، لهم أي لهؤلاء الذين شطر من خلقهم كأقبح ما أنت راء، ( اذهبوا فقعوا في ذلك النهر )، قال: ( وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض ) يعني اللبن الخالص الذي لم يشب بماء، (فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة ) قال: ( قالا لي: هذه جنة عدن وهذاك منزلك ) قال: ( فسما بصري صُعُدا ) يعني ارتفع، ( فإذا قصر مثل الربابة البيضاء ) قال: ( قالا لي: هذاك منزلك ) قال: ( قلت لهما: بارك الله فيكما ذراني فأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله ) لأنه الآن في الدنيا وهذا القصر في الآخرة.
قال: ( فقلت لهما: فإني قد رأيت منذ الليلة عجبا، فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل ) انتبهوا للتعبير، ( فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ) هذا الرجل الأول الذي يثلغ رأسه بالحجر والعياذ بالله، ويتدهده الحجر ها هنا وها هنا، فإذا اتبعه وأخذه عاد إليه وجده قد صحّ، يعني قد زال الثلغ فيضربه مرة ثانية وهكذا.
هذا الرجل يقول : هو الذي يأخذ القرآن ولكنه لا يعمل به يرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة فلا يهتم بها.
( وأما الرجل الذي أتيت عليه، يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ) ولذلك عوقب بهذا العقاب والعياذ بالله، يكذب الكذبة فيتحدث الناس بها، وسواء غدا من منزلة أو ذهب مساء، لأن المقصود بالغدو هنا إما مطلق الرواح وإما الغدو في الصباح، فإن كان المراد به مطلق الرواح فالأمر ظاهر يشمل الصباح والمساء، وإن كان المراد به الغدو في الصباح فكذلك الذهاب في المساء مثله، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق يتحدث الناس بها يظنون أنها حق وهي كذب، ولهذا شرشر فاه الذي تكلم بهذه الكلمة، وعينه التي تنظر وتطّلع وتخبر من رأت، وأنفه لأن فيه جمال الوجه.
قال: ( وأما الرّجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني ) نعوذ بالله، يعذبون جميعا في هذا الذي مثل التنور، وتخرج النار من تحتهم، فيكون لهم ضوضاء وأصوات، بدل ما نالوا من اللذة المحرمة - والعياذ بالله - ينالون هذا العقاب، فانظر كيف كانت هذه اللذة التي تمضي وكأنها خيال أو حلم نائم تعقب هذا العذاب، نعوذ بالله.
وفي هذا التحذير الشديد من الزنا.
( وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر، فإنه آكل الربا ) منغمس والعياذ بالله في هذا النهر، والنهر كما سمعتم أول الحديث مثل الدم أحمر، ولكن مع ذلك، مع خبث منظره فإن هذا منغمس فيه، لأنه والعياذ بالله كما وصف الله عز وجل : (( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )) ومع ذلك لا يشبعون من الربا، يسبح ما شاء الله أن يسبح ثم يعود ليقم فاه بهذا الحجر.
( وأما الرجل الكريه المرآة، الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم ) مالك خازن النار، وقد ذكر الله تعالى اسمه في القرآن فقال : (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك )).
( وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة ) يكون حول إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهذا من تسخير الله لهم أن جاء من يتولاهم هو أبوهم إبراهيم.
قال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وأولاد المشركين ) لأن أولاد المشركين يولدون على الفطرة، فآباؤهم يهودونهم أو ينصرونهم أو يمجسونهم وإلا فهم مولودون على الفطرة.
وظاهر هذا الحديث أن أولاد المشركين في الجنة، وقد جاءت أحاديث تدل على أنه لا يعلم عنهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الله أعلم بما كانوا عاملين )، وجاء في أحاديث أخرى أن أولاد المشركين منهم، فاختلف العلماء كيف يخرجون هذه الأحاديث، ولكن تخريجها سهل.
أما قوله : ( أولاد المشركين منهم ) فالمراد بذلك أحكام الدنيا، فإن ولد المشرك إذا مات يعامل معاملة المشرك لا معاملة المسلم، يعني لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين.
وأما قوله : ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) فلأن الله تعالى يمتحنهم يوم القيامة بما شاء من الامتحان، ولا يعلم هل يطيعون فينجون أو لا.
وأما قوله هنا : ( وأولاد المشركين )، فيحمل على أولاد المشركين الذين نجوا حين امتحنوا في القيامة، يعني الذين علم الله أنهم ينجون، يموتون على الفطرة ويتولاهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
قال: ( وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسنا وشطر قبيحا، فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، تجاوز الله عنهم ).