فوائد حديث : ( هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش ). حفظ
الشيخ : وفي هذا الحذر من أن يتولى أمور المسلمين من اتصفوا بهذه الصفة أنهم أغيلمة وأنهم سفهاء كما هو الواقع الآن في كثير من ولايات أمور المسلمين في كل الأقطار الإسلامية يتولى أمر المسلمين من لا يستحق أن يكون وليا عليهم إما لكونه بعيدا عن الدين أو لكونه بعيدا عن العقل أو للأمرين جميعا فتجده إذا نال مرتبة ما من العلم وهي مرتبة لا يستحقها لأنه توصل إليها في الغالب غشا وخداعا ومكرا صار هو الذي يتولى أمور المسلمين مع أنه قاصر العلم الشرعي وقاصر الدين التعبدي وقاصر التجربة وقصير النظر أيضا فإنا لله وإنا إليه راجعون هذا هو الذي يتولى غالب أمور المسلمين في أقطار الإسلام.
وفي هذا أنه ينبغي أن يولي على الأمور من جمع بين أمرين الكبر في السن لكن لا إلى وصل إلى سن الهرم الكبير يعني أربعين سنة مثلا لأنه جرب ومارس وعرف والثاني أن يكون ذا عقل راجح يزن الأمور ويقدرها والثالث أن يكون ذا دين لأن السفاهة ليست في أمور الدنيا فقط قال تعالى : (( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه )) فلا بد من هذه الأمور عقل ودين وكبر لأن الكبير عنده تجارب ولا يعني ذلك أن بعض الصغار قد يكون مبرزا وعنده عقل ودين فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر عتاب بن أسيد على مكة وعنده ستة عشر سنة يعني ممكن أن يكون في الصغار من هو جيد لكن في الغالب أنه لا يكون جيدا وقويا على الولاية إلا إذا بلغ سن الأربعين ولهذا لم يبعث نبي إلا بعد تمام أربعين سنة وفي قول مروان : " لعنة الله عليهم " : دعاء عام على هؤلاء الأغيلمة والدعاء العام على من اتصف بوصف يستحق عليه اللعنة كالفسوق والفجور وما أشبه ذلك لا بأس به أما الدعاء باللعنة على شخص معين ولو كان أكفر الكافرين وهو حي فإنه لا يجوز لا يجوز أن يلعن لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يلعن أبا جهل والثاني والثالث نهاه الله عن ذلك وقال : (( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمين )).
السائل : ...
الشيخ : هلكة أمتي الذي نعرف أن ... للإنسان أن يقول هلك الناس وأن الإنسان إذا قال هلك الناس فهو أهلكهم لكن حقق هذه وائت بها إلينا.