وقال أبو عوانة عن عاصم عن أبي وائل عن الأشعري أنه قال لعبد الله تعلم الأيام التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أيام الهرج نحوه قال ابن مسعود سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ) . حفظ
القارئ : وقال أبو عوانة عن عاصم عن أبي وائل عن الأشعري أنه قال : ( لعبد الله تعلم الأيام التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أيام الهرج ) نحوه وقال ابن مسعود سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف : باب ظهور الفتن : الفتن تكون في الخير وفي الشر قال الله تعالى : (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )) فأما فتنة الخير فإن الإنسان يفتن فيها ليشكر الله عز وجل أو لا يشكره كما قال سليمان : (( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر )) فأما فتنة الشر فهي الفتنة التي يبتلى بها العبد ليعلم هل يصبر أو لا يصبر والمراد بالفتن في كلام المؤلف الثاني أي فتن الشر وذكر في هذه الأحاديث ثلاثة أمور : الأول نزول الجهل والثاني رفع العلم والثالث الهرج أما رفع العلم فإنه يكون بموت العلماء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن الله لا ينزع العلم إنتزاعا من صدور العلماء وإنما يقبضه بموت العلماء وإذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوساء جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) ونزول الجهل ورفع العلم متلازمان لأنه إذا نزل الجهل رفع العلم وإذا نزل العلم رفع الجهل أما الهرج فهو القتل وبين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر : ( أنه يكثر الهرج فلا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل ) وهذا موجود الآن بكثرة في البلاد التي نسمع عنها كثيرا يعدى على المرء ويسطى عليه فيقتل لا يدري ما السبب حتى القاتل نفسه بعدما ينفذ القتل يتأمل على أي شيء قتلت فلا يدري ما السبب الذي حمله على القتل لأن الناس تطيش عقولهم والعياذ بالله وحتى يصبح مثل المجانين لا يدرون ماذا يعملون وهذا يكون بين يدي الساعة ومعنى بين يديها أي قريب منها فهو قريب من الأشراط الكبرى التي تظهر وكذلك أيضا كثرة المال فإن المال كثر في بعض المواطن كثرة فائضة حتى أصبح الناس لا يدرون أين يضعون المال تجدهم يضعونه في أشياء تافهه لا فائدة منها.
أما الحديث الأخير يقول : ( من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ) هؤلاء من شرار الناس لأنهم يكونون في وقت يرفع فيه العلم ويحل الجهل وحتى لا يقال الله الله والعياذ بالله يرفع كل شيء عن الأرض فتقوم الساعة على قوم لا يعرفون الله هم شرار الخلق فإن قال القائل : أفلا قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) وفي لفظ : ( حتى تقوم الساعة ) فما هو الجواب ؟ أجاب العلماء بأن هؤلاء الطائفة قليلة بالنسبة لشرار الخلق فهي كالعدم وبجواب آخر أن المراد بقوله حتى تقوم الساعة أي حتى يقرب قيام الساعة فعبر بالقيام عن قربه وهذا سائغ في اللغة العربية وهذا الوجه أحسن من الذي قبله الوجه الذي قبله راعى الأغلب وهم الأشرار وقال الأقل لا عبرة له والثاني راعى الحقيقة والواقع وجعل التجوز في لفظ قيام الساعة وأن المراد به قربها.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف : باب ظهور الفتن : الفتن تكون في الخير وفي الشر قال الله تعالى : (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )) فأما فتنة الخير فإن الإنسان يفتن فيها ليشكر الله عز وجل أو لا يشكره كما قال سليمان : (( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر )) فأما فتنة الشر فهي الفتنة التي يبتلى بها العبد ليعلم هل يصبر أو لا يصبر والمراد بالفتن في كلام المؤلف الثاني أي فتن الشر وذكر في هذه الأحاديث ثلاثة أمور : الأول نزول الجهل والثاني رفع العلم والثالث الهرج أما رفع العلم فإنه يكون بموت العلماء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن الله لا ينزع العلم إنتزاعا من صدور العلماء وإنما يقبضه بموت العلماء وإذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوساء جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) ونزول الجهل ورفع العلم متلازمان لأنه إذا نزل الجهل رفع العلم وإذا نزل العلم رفع الجهل أما الهرج فهو القتل وبين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر : ( أنه يكثر الهرج فلا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل ) وهذا موجود الآن بكثرة في البلاد التي نسمع عنها كثيرا يعدى على المرء ويسطى عليه فيقتل لا يدري ما السبب حتى القاتل نفسه بعدما ينفذ القتل يتأمل على أي شيء قتلت فلا يدري ما السبب الذي حمله على القتل لأن الناس تطيش عقولهم والعياذ بالله وحتى يصبح مثل المجانين لا يدرون ماذا يعملون وهذا يكون بين يدي الساعة ومعنى بين يديها أي قريب منها فهو قريب من الأشراط الكبرى التي تظهر وكذلك أيضا كثرة المال فإن المال كثر في بعض المواطن كثرة فائضة حتى أصبح الناس لا يدرون أين يضعون المال تجدهم يضعونه في أشياء تافهه لا فائدة منها.
أما الحديث الأخير يقول : ( من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ) هؤلاء من شرار الناس لأنهم يكونون في وقت يرفع فيه العلم ويحل الجهل وحتى لا يقال الله الله والعياذ بالله يرفع كل شيء عن الأرض فتقوم الساعة على قوم لا يعرفون الله هم شرار الخلق فإن قال القائل : أفلا قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) وفي لفظ : ( حتى تقوم الساعة ) فما هو الجواب ؟ أجاب العلماء بأن هؤلاء الطائفة قليلة بالنسبة لشرار الخلق فهي كالعدم وبجواب آخر أن المراد بقوله حتى تقوم الساعة أي حتى يقرب قيام الساعة فعبر بالقيام عن قربه وهذا سائغ في اللغة العربية وهذا الوجه أحسن من الذي قبله الوجه الذي قبله راعى الأغلب وهم الأشرار وقال الأقل لا عبرة له والثاني راعى الحقيقة والواقع وجعل التجوز في لفظ قيام الساعة وأن المراد به قربها.