حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال اصبروا فإنه ( لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم . حفظ
القارئ : حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي قال : ( أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال : اصبروا ، فإنه : لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : هذا المراد في الجملة : ( لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه ) في تسلط الولاة وتفكك الأمة وتفرقها وهذا في الجملة فقد جاء في زمان خير من الذي قبله لكن هذا لا ينافي التتابع لأن زمان واحد في ظل مائة سنة ليس بشيء فلو نظرنا إلى هذا وجدنا أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله زمانه خير من الذي قبله بكثير والذي بعده فيه شر لكن هذا لا ينفي ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأن المراد في الجملة ثم إن الشر قد يكون بحسب العموم وقد يكون بحسب جزء من الأرض أو من الأمة فيصدق عليها أنه شر مما قبله وفي هذا دليل على حال الصحابة وأنهم هم الفقهاء وليس القراء فإنهم لما شكوا إليه ما يجدون من الحجاج والحجاج معروف بظلمه وعدوانه وقتله بغير حق لم يقل اخرجوا أو اقتلوه أو اغتالوه أو ما أشبه ذلك بل قال : " اصبروا " وهذا هو هدي النبي عليه الصلاة والسلام وهدي السلف الصالح قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( إنكم ستلقون بعدي أثرة ) استئثار عليكم في كل شيء فماذا ؟ قال : ( فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) أما ما يفعله بعض الناس من النزعات التي تخالف هدي السلف إذا رأوا شيء قالوا يالله ثوروا مظاهرات اغتيالات إذا أمكنكم استنكارات وما أشبه ذلك مما يفزع الأمة ويصدها عن ما هي بصدده كما يجري في بعض الأحيان عندنا تجد إذا حدث مسألة من المسائل صارت هي أكبر هم الشباب وصاروا لا يتكلمون إلا بها واشتغلوا بها عما هو أهم بكثير منها ففرقت أفكارهم وفرقت آراؤهم وشتت شملهم على غير فائدة وكأن هذه المشكلة التي تعد بسيطة في عرف السلف كأنها أكبر مشاكل الدنيا وأنه لا يوجد في الدنيا مشاكل سواها وهذا لا شك أنه خلاف هدي السلف نحن لا نقول أننا نقر الباطل لكن نصبر علي الشيء الذي لا يمكننا وليس بإمكاننا إصلاحه يجب أن نصبر وأن نسلك طرقا أخرى غير الكلام والفوضى والنزع إلى التشتت والتفرق فإن هذا لا شك ضرره أكثر بكثير من خيره إن كان فيه خير فهذا أنس ماذا قال لأصحابه لما شكوا إليه قال : " اصبروا " والأمور لا تدوم وقبله النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : ( اصبروا ) وقال : ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإن من نزع يدا من طاعة حصل له كذا وكذا ) الحاصل أن هذه المسألة في زمننا الآن ربما تحدث فوضى كثيرة ضارة للشباب والمجتمع من كونهم يتحدثون فيما يحصل من الأمور التي لا يقر عليها لكن الواجب علينا نحن ولاة الأمر الصبر ومعالجة الأشياء بحكمة دون أن نجعلها على بساط البحث في كل مكان وفي كل مجلس حتى نتلهى بها عن أمور نحن بصددها أكبر وأهم والشاب إذا نزع هذه النزعة ثقوا بأنه تنزع بركة علمه يصير أكبر همه أن يكون ثائرا على الأوضاع التي عنده وعلى الولاة الذين عنده لكن إذا كان همه تحقيق العلم وإرساخه في قلبه ومعالجة الأمور بالحكمة دون إثارة حصل على خير كثير ولذلك لو تسأل هؤلاء الإخوة الذين عندهم هذه النزعة لو تسألهم عن مسائل العلم التي يفهمها أدنى طالب علم لم تجد عنده فيها خبر ولا وقفوا فيها على علم هذه ننصحكم فيه عن هذا الطريق لكن ليس معنى ذلك أننا نقول أميتوا الغيرة في قلوبكم لا هناك فرق أن يكون له غيره في قلبه ويتحسر لما يقع ولكن يصبر ويسأل الله الفرج وبين إنسان لا عنده غيره ولكن يثور ويجعل الأمر هذا كله حديث المجالس وشغل فكره فإن هذا ينقصه خير كثير.
الشيخ : هذا المراد في الجملة : ( لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه ) في تسلط الولاة وتفكك الأمة وتفرقها وهذا في الجملة فقد جاء في زمان خير من الذي قبله لكن هذا لا ينافي التتابع لأن زمان واحد في ظل مائة سنة ليس بشيء فلو نظرنا إلى هذا وجدنا أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله زمانه خير من الذي قبله بكثير والذي بعده فيه شر لكن هذا لا ينفي ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأن المراد في الجملة ثم إن الشر قد يكون بحسب العموم وقد يكون بحسب جزء من الأرض أو من الأمة فيصدق عليها أنه شر مما قبله وفي هذا دليل على حال الصحابة وأنهم هم الفقهاء وليس القراء فإنهم لما شكوا إليه ما يجدون من الحجاج والحجاج معروف بظلمه وعدوانه وقتله بغير حق لم يقل اخرجوا أو اقتلوه أو اغتالوه أو ما أشبه ذلك بل قال : " اصبروا " وهذا هو هدي النبي عليه الصلاة والسلام وهدي السلف الصالح قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( إنكم ستلقون بعدي أثرة ) استئثار عليكم في كل شيء فماذا ؟ قال : ( فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) أما ما يفعله بعض الناس من النزعات التي تخالف هدي السلف إذا رأوا شيء قالوا يالله ثوروا مظاهرات اغتيالات إذا أمكنكم استنكارات وما أشبه ذلك مما يفزع الأمة ويصدها عن ما هي بصدده كما يجري في بعض الأحيان عندنا تجد إذا حدث مسألة من المسائل صارت هي أكبر هم الشباب وصاروا لا يتكلمون إلا بها واشتغلوا بها عما هو أهم بكثير منها ففرقت أفكارهم وفرقت آراؤهم وشتت شملهم على غير فائدة وكأن هذه المشكلة التي تعد بسيطة في عرف السلف كأنها أكبر مشاكل الدنيا وأنه لا يوجد في الدنيا مشاكل سواها وهذا لا شك أنه خلاف هدي السلف نحن لا نقول أننا نقر الباطل لكن نصبر علي الشيء الذي لا يمكننا وليس بإمكاننا إصلاحه يجب أن نصبر وأن نسلك طرقا أخرى غير الكلام والفوضى والنزع إلى التشتت والتفرق فإن هذا لا شك ضرره أكثر بكثير من خيره إن كان فيه خير فهذا أنس ماذا قال لأصحابه لما شكوا إليه قال : " اصبروا " والأمور لا تدوم وقبله النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : ( اصبروا ) وقال : ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإن من نزع يدا من طاعة حصل له كذا وكذا ) الحاصل أن هذه المسألة في زمننا الآن ربما تحدث فوضى كثيرة ضارة للشباب والمجتمع من كونهم يتحدثون فيما يحصل من الأمور التي لا يقر عليها لكن الواجب علينا نحن ولاة الأمر الصبر ومعالجة الأشياء بحكمة دون أن نجعلها على بساط البحث في كل مكان وفي كل مجلس حتى نتلهى بها عن أمور نحن بصددها أكبر وأهم والشاب إذا نزع هذه النزعة ثقوا بأنه تنزع بركة علمه يصير أكبر همه أن يكون ثائرا على الأوضاع التي عنده وعلى الولاة الذين عنده لكن إذا كان همه تحقيق العلم وإرساخه في قلبه ومعالجة الأمور بالحكمة دون إثارة حصل على خير كثير ولذلك لو تسأل هؤلاء الإخوة الذين عندهم هذه النزعة لو تسألهم عن مسائل العلم التي يفهمها أدنى طالب علم لم تجد عنده فيها خبر ولا وقفوا فيها على علم هذه ننصحكم فيه عن هذا الطريق لكن ليس معنى ذلك أننا نقول أميتوا الغيرة في قلوبكم لا هناك فرق أن يكون له غيره في قلبه ويتحسر لما يقع ولكن يصبر ويسأل الله الفرج وبين إنسان لا عنده غيره ولكن يثور ويجعل الأمر هذا كله حديث المجالس وشغل فكره فإن هذا ينقصه خير كثير.