تتمة كلام الشيخ حول طلب العلم والاستفادة من مذهب معين . حفظ
الشيخ : يربط فقهه بما كتبه الفقهاء رحمهم الله وليس يعني ذلك كما أشرت إليه وأكرر أن يجعل الإمام إمام هذا المذهب كالرسول عليه الصلاة والسلام يأخذ بأقواله وأفعاله على وجه الالتزام إنما يستنير بها ويجعل هذه قاعدة ولا حرج بل يجب إذا رأى القول الصحيح في مذهب آخر أن يرجع إليه والغالب في مذهب الإمام أحمد أنه لا تكاد ترى مذهبا من المذاهب إلا وهو قول للإمام أحمد راجع كتب الروايتين في المذهب تجد أن الإمام أحمد رحمه الله لا يكاد يكون مذهب من المذاهب إلا وله قول يوافقه وذلك لأنه رحمه الله واسع الاطلاع ورجاع للحق أينما كان حتى إنه رحمه الله أحيانا يصرح بأنه يقلد الشافعي ويقول إنه إمام فلذلك أرى أن الإنسان يركز على شيء معين من المذاهب التي يختارها وأحسن المذاهب فيما نعلم من حيث اتباع السنة مذهب الإمام أحمد رحمه الله وإن كان غيره قد يكون أقرب إلى السنة منه في بعض المسائل لكن في الجملة أقرب المذاهب إلى السنة نذهب الإمام أحمد رحمه الله وليس ذلك بغريب لأن الإمام أحمد إمام أهل السنة وعنده من علم الحديث ما ليس عند الأئمة الآخرين فلذلك كان قوله أقرب إلى السنة من غيره على أنه كما أشرت قبل قليل لا تكاد تجد مذهبا من المذاهب إلا وللإمام أحمد قول يوافقه رحمه الله وأهم شيء أيضا في منهج طالب العلم بعد النظر والقراءة أهم شيء أن يكون فقيها لأن القراء غير فقهاء فقيها بمعنى أنه يعرف حكم الشريعة وأسرارها ومغزاها وأن يطبق ما علمه منها تطبيقا حقيقيا بقدر ما يستطيع لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لكن يحرص على التطبيق بقدر ما يستطيع وأنا أكرر عليكم دائما هذه النقطة التطبيق سواء في العبادات أو في الأخلاق أو في المعاملات طبق حتى يعرف أنك طالب علم لو قلت لكم إذا مر أحدكم باخيه هل يشرع أن يسلم عليه ؟ ويش تقولون ؟ يشرع ولكني أرى كثيرا منكم يمر على إخوانه وكأنما مر بعمود لا يسلم ولا يلتفت هذا خطأ خطأ عظيم يعني يمكن ننتقد العامة إذا فعلوا مثل هذا الفعل فكيف لا ينتقد طالب العلم وماذا يضرك إذا قلت السلام عليك يأتيك كم من ريال ؟ عشرة حسنات تساوي الدنيا كلها عشر حسنات لو قيل للناس كل من مر بأخيه وسلم عليه سيدفع له ريال لو وجدت الناس في الأسواق يدورون من يسلمون عليه لأنه سيحصل على ريال لكن عشر حسنات باقية تجدها في وقت أحوج ما تكون إليها ثم تفرط فيها وفائدة أخرى المحبة والإلفة بين الناس والمحبة والإلفة كما تعلمون جاءت نصوص كثيرة بإثباتها وتمكينها وترسيخها والنهي عما يضادها وتعرفون المسائل الأفراد الكثيرة في منعها لأنها تضاد الإلفة كالبيع على بيع المسلم والخطبة على خطبته وما أشبه ذلك كل هذا دفعا للعداوة والبغضاء وجلبا للإلفة والمحبة وفيها أيضا تحقيق الإيمان ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ) ومعلوم أن كل واحد منا يحب أن يصل إلى درجة يتحقق فيها الإيمان له لأن أعمالنا البدنية قليلة وضعيفة هزيلة حتى لو صلينا ولو صمنا ولو تصدقنا فهي هزيلة الصلاة يمضي أكثرها ونحن ندبر شؤون أخرى الصيام كذلك يمكن الإنسان يصوم بس ما يحب إلا ينام يمشي الوقت الصدقة الله أعلم بها أعمالنا وإن فعلناها فهي هزيلة نحتاج إلى تقوية الإيمان السلام مما يقوي الإيمان لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ) يعني حصل لكم الإيمان ( أفشوا السلام بينكم ) هذه نقطة واحدة مما علمناه ولكنا أخللنا بها كثيرا لذلك أنا أقول أسأل الله أن يعيننا وإياكم على تطبيق ما علمنا لأننا نعلم كثيرا ولكن لا نعمل إلا قليلا فعليكم يا إخواني بالعلم وعليكم بالعمل عليكم بالتطبيق العلم حجة عليكم العلم إذا غذيتموه بالعمل ازداد (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )) إذا غذيتموه بالعمل ازددتم نورا وبرهانا (( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسولكم يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم )) والآيات في هذا المعنى كثيرة فعليكم بهذا يا إخواني عليكم بهذا التطبيق في العبادات في الأخلاق في المعاملات حتى تكونوا طلبة حقيقة ثم أن نمشي مثل الناس هذا مشكل أسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.