فوائد حديث مجلس النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان على البئر . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد كثيرة نذكر منها : ما كان عليه الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت البيوت في الغالب ليس فيها محلا لقضاء الحاجة فكانوا يخرجون للحوائط يقضون حوائجهم فيها وفيه أيضا أن الساق ليس بعورة وفي بعض ألفاظ هذا الحديث : ( كشف عن فخذه أو ساقه ) بالشك وإذا وجد لفظ على التردد ولفظ بالجزم فإنه يؤخذ بلفظ الجزم لأن التردد يدل على شك الراوي وأما الجزم فواضح وفيه الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى فيما ليس بعبادة فإننا لا نعلم أن كشف الساق عبادة ومع ذلك اقتدى به أبو بكر واقتدى به عمر وقد يقال إنه عبادة من وجه حيث أنه ليس من الأدب أن يكون الرجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد كشف ساقه وهو قد ستره فيكون فعلهم من باب التأدب لا من باب الاقتداء والمتابعة ولعل هذا أقرب لأنه لا يظهر أن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أمور العادة من الأشياء المحبوبة لكن ربما يحمل الإنسان قوة المحبة للرسول عليه الصلاة والسلام حتى يفعل فعله وإن لم يكن عبادة ومن ذلك تتبع الدباء في الأكل تعرفون ما هي الدباء ؟ القرع فإن النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء ويأكلها واقتدى به أنس رضي الله عنه فإذا كان في قلب الإنسان محبة شديدة للرسوله عليه الصلاة والسلام ربما يقتدي به حتى في الأفعال التي ليست بتعبدية لأن المحبة توجب الميل إلى المحبوب والإقتداء به حتى وإن لم يكن على سبيل التعبد ولذلك تجد بعض الناس الذين يحبون أحدا محبة قوية تجدهم يقتدون به حتى في الافعال العادية ورأيت بعض الناس في عهد شيخنا رحمه الله عبد الرحمن بن سعدي يقتدي به حتى لبس المشلح وحتى في كيفية حمل العصا لأن شيخنا رحمه الله كان يحمل العصا وكان ينصبها هكذا يجعلها هكذا مستطيلة ليس يتوكأ عليها لأنه ليس بحاجة له فبعض الناس إذا كان يمشي نجده ينصب العصا فقوة المحبة توجب للإنسان أن يتابع الشخص المحبوب ولو كان على غير سبيل التعبد إذا فكشف عمر وأبو بكر عن ساقيهما إما أن يكون من باب التأدب فيكون عبادة وإما أن يكون من قوة المحبة فيقتديان به حتى في أمور ليست تعبدية ومن فوائد هذا الحديث أن نشهد لأبي بكر وعمر وعثمان بالجنة لقوله ( بشره بالجنة ) ويجب علينا أن نشهد بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم لأن شهادة النبي صلى الله عليه وسلم خبر وخبر النبي صلى الله عليه وسلم يجب علينا قبوله والقول بمقتضاه والشهادة بالجنة تنقسم إلى قسمين :
شهادة عين وشهادة وصف أما شهادة العين أن تشهد بأن فلانا في الجنة وأما شهادة الوصف أن تشهد لكل مؤمن متقي أنه في الجنة لكن لا تشهد لشخص معين بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ولا أدري هل أحد منكم يستطيع أن يحصر لنا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة بعينه وفيه أيضا من فوائد هذا الحديث جواز اتخاذ البواب لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر أبا موسى وإن كان لم يأمره لكن أقره وفيه أيضا أنه إذا استأذن أحد ولو كان أخص الناس لصاحب البيت أنه لا يؤذن له إلا بعد إذن صاحب البيت ولهذا منع أبا بكر وهو يعلم أن أبا بكر أخص أصحاب الرسول عليه الصلاة وسلم إليه وفيه فضيلة أبو موسى حيث تمنى أن يأتي أخوه ولكنه لم يأت.
شهادة عين وشهادة وصف أما شهادة العين أن تشهد بأن فلانا في الجنة وأما شهادة الوصف أن تشهد لكل مؤمن متقي أنه في الجنة لكن لا تشهد لشخص معين بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ولا أدري هل أحد منكم يستطيع أن يحصر لنا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة بعينه وفيه أيضا من فوائد هذا الحديث جواز اتخاذ البواب لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر أبا موسى وإن كان لم يأمره لكن أقره وفيه أيضا أنه إذا استأذن أحد ولو كان أخص الناس لصاحب البيت أنه لا يؤذن له إلا بعد إذن صاحب البيت ولهذا منع أبا بكر وهو يعلم أن أبا بكر أخص أصحاب الرسول عليه الصلاة وسلم إليه وفيه فضيلة أبو موسى حيث تمنى أن يأتي أخوه ولكنه لم يأت.