قراءة من الشرح حفظ
القارئ : " كذا هنا بإبهام القائل وإبهام المشار إليه وتقدم في صفة النار من بدء الخلق من طريق سفيان بن عيينة عن الأعمش بلفظ لو أتيت فلانا فكلمته وجزاء الشرط محذوف والتقدير لكان صوابا ويحتمل أن تكون لو للتمني ووقع اسم المشار إليه عند مسلم من رواية أبي معاوية عن الأعمش عن شقيق عن أسامة قيل له ألا تدخل على عثمان فتكلمه ولأحمد عن يعلى بن عبيد عن الأعمش ألا تكلم عثمان قوله قد كلمته ما دون أن أفتح بابا أي كلمته فيما أشرتم إليه لكن على سبيل المصلحة والأدب في السر بغير أن يكون في كلامي ما يثير فتنة أو نحوها وما موصوفة ويجوز أن تكون موصولة قوله أكون أول من يفتحه في رواية الكشميهني فتحه بصيغة الفعل الماضي وكذا في رواية الإسماعيلي وفي رواية سفيان قال إنكم لتُرَون أي تظنون أني لا أكلمه إلا أسمعتكم أي إلا بحضوركم وسقطت الألف من بعض النسخ فصار بلفظ المصدر أي إلا وقت حضوركم حيث تسمعون وهي رواية يعلى بن عبيد المذكورة وقوله في رواية سفيان إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه عند مسلم مثله لكن قال بعد قوله إلا أسمعتكم والله لقد كلمته فيما بيني وبينه دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه يعني لا أكلمه إلا مع مراعاة المصلحة بكلام لا يهيج به فتنة قوله وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرا على رجلين أنت خير في رواية الكشميهني إيت خيرا بصيغة فعل الأمر من الإيتاء ونصب خيرا على المفعولية والأول أولى فقد وقع في رواية سفيان ولا أقول لأمير إن كان علي أميرا هو بكسر همزة إن ويجوز فتحها وقوله كان علي بالتشديد أميرا أنه خير الناس وفي رواية أبي معاوية عند مسلم يكون علي أميرا وفي رواية يعلى وإن كان علي أميرا قوله بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجاء برجل في رواية سفيان بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا وما سمعته يقول قال سمعته يقول يجاء بالرجل وفي رواية عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عند أحمد يجاء بالرجل الذي كان يطاع في معاصي الله فيقذف في النار قوله فيطحن فيها كطحن الحمار في رواية الكشميهني ".
الشيخ : هذا مما يدل على أن أسامة رضي الله عنه كان ذا عقل راجح لأن هؤلاء طلبوا منه أن يكلم عثمان علنا لما انتقدوا عليه لكنه رضي الله عنه بيّن أنه لن يكلمه علنا لما فيه من الشر والفتنة والفساد وإنما كلمه سرا خوفا من أن ينفتح على الناس باب لأن الناس بطبيعة الحال إذا علموا أن الخليفة قد نُصح ولكنه أصر على ما هو عليه من الباطل فإنه سوف تمتلئ قلوبهم غيظا وبغضا له فكان الصحابة رضي الله عنهم يرون من المصلحة أن يكلم سرا حتى لا تحصل فتنة ولا سيما في وقت تموج فيه الفتنة ويتكلم الناس كثيرا في ولي الأمر أما إذا كان لا يتكلمون فيه وقد أرضاهم فالمسألة هينة ولهذا أحيانا يعترضون على عمر رضي الله عنه وهو يخطب الناس ويردون عليه ويبينون له لكن إذا كانت فتنة وكان الناس يتكلمون في ولاة الأمور لا شك أن المناصحة سرا هي الحكمة.