الكافرون الفاسقون الظالمون هل هذه الأوصاف الثلاثة لموصوف واحد أو هي تختلف باختلاف الموصوف ؟ حفظ
الشيخ : فاختلف العلماء رحمهم الله هل هذه الأوصاف الثلاثة لموصوف واحد أو هي تختلف باختلاف الموصوف فمن الحكام بغير ما أنزل الله من نقول هم كفار ومنهم من نقول ظلمة ومنهم من نقول فسقة أفهمتم الفرق بين القولين القول الأول يقول إن هذه الأوصاف الثلاثة لموصوف واحد فمن لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق واضح طيب القول الثاني يقول إن هذه الأوصاف تتنزل على اختلاف أحوال الحاكم فمن الحكام من نقول أنت كافر ومنهم من نقول أنت ظالم ولا نقول أنت كافر ومنهم من نقول أنت ظالم ولا نقول أنت كافر ومنهم من نقول أنت فاسق ولا نقول ظالم ولا كافر فهمتم الفرق الآن طيب الذين قالوا إنها أوصاف لموصوف واحد قالوا عندنا دليل فقد وصف الله الكافرين بالظلم فقال (( والكافرون هم الظالمون )) ووصفهم بالفسق فقال تبارك وتعالى في سورة السجدة : (( واما الذين فسقوا فمأواهم النار )) في مقابلة المؤمنين فدل هذا على أن الفسق والظلم وصف للكافر فتكون الأوصاف الثلاثة أوصافا لموصوف واحد وأما الذين قالوا إنها أوصاف لمتعد حسب ما يقتضيه الحكم فقالوا من حكم بغير ما أنزل الله معتقدا أنه مثل حكم الله أو أحسن أو وضع للناس قانونا يخالف قانون الله وألزم الناس بالحكم به فهذا كافر لأنه في الأول كذب قول الله تعالى : (( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) فقال إن حكمي أحسن من حكم الله وفي الثاني استبدل دين الله بدين آخر يعني بمنهج آخر يعني شال الدين شال حكم الله وضع بدله قانونا طاغوتيا فصار كافرا لأنه لم يرض بحكم الله وأما الموصوف بالظلم فهو الذي يحكم بغير ما أنزل الله معتقدا أن حكم الله هو الحق لكن يريد أن ينتقم من شخص معين فيحكم عليه هذا لا يكفر لأنه يؤمن بأن حكم الله هو الحق وأحسن من غيره لكن في نفسه من المحكوم عليه شيء يريد أن يظلمه ينتقم منه هذا نقول ظالم ولا نقول إنه كافر الثالث الذي وصف بالفسق لا يريد ظلما ولا يريد أن يستبدل بدين الله شيئا ولكن يريد هوى في نفسه فهذا فاسق وليس بظالم لأنه لم يظلم أحدا ولم يقصد ظلم أحد لكن لهوى في نفسه أراد أن يحكم كما لو حصل منازعات في أراضي فحكم بها لقريبه مع أنها هي ليست لأحد لكن قانونا لا تملك مثلا لكن هو حكم بها لقريبه وأعني قانونا أعني مؤيدا بالشرع لا مجردا من الشرع فهذا نقول إنه فاسق وليس بظالم ولا بكافر وإن كان كل فاسق ظالما من حيث المعنى العام لأن الفاسق قد ظلم نفسه لكن لما اجتمعت أوصاف متعددة لمن لم يحكم بما أنزل الله صار لا بد أن ننزلها هذا التنزيل ولا شك أن هذا المعنى أو هذا القول لا شك أنه أدق من القول الأول عرفتم الأول.