فوائد حديث : ( أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليوجز ... ) حفظ
الشيخ : وفيه الغضب عند الموعظة لله عز وجل وفيه التحذير من إطالة الإمام على الناس لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( إن منكم منفرين ) وفيه أن التنفير كما يكون بالقول يكون بالفعل والعمل وفيه أن الواجب مراعاة الإجازة في حال الصلاة بالناس ولكن إلى أي حد إلى ما يهواه الناس أو إلى ما يوافق السنة أجيبوا الثاني ودليل ذلك قول أنس رضي الله عنه : " ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم صلاة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم " فعلى هذا فالذين ينفرون من تطبيق الإمام للسنة لا حرج على الإمام من نفورهم لأنه لم يتجاوز هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن إذا أطال أكثر من ذلك فإنه يلام ويوعظ وينصح فإن امتثل فهذا هو المطلوب وإن لم يمتثل وجب عزله عن المسجد لأن هذا ارتكب ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفيه جواز تخلف الإنسان عن صلاة الجماعة من أجل تطويل الإمام لقوله : " إني لأتأخر عن صلاة الغداة " فأقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك ولكن يجب أن نلاحظ ما سبق أن المراد بذلك الإطالة التي تزيد على السنة فإذا كان هذا الإمام يطيل إطالة تزيد على السنة فللإنسان أن يتخلف على صلاة الجماعة طيب فإذا كان يخفف تخفيفا يخل بالسنة فنقول مثله نقول مثلما قلنا في ذلك له أن يتخلف فإن كان يخل بالواجب في تخفيفه حرم أن نصلي معه صلاة الجماعة حتى لو علم عن ذلك في أثناء الصلاة وجب عليك أن ينفرد ويتم وحده لأنه بين أمرين إما أن يدع المتابعة الواجبة وإما أن يدع الركن الواجب فيكون معذورا في ترك الجماعة وفي قوله من أجل فلان مما يطيل بنا التكنية عن المعلوم سترا عليه لأنه ممكن أن يقول من أجل فلان ويسميه باسمه لكنه كنى عنه بفلان سترا عليه نعم طيب وفيه أيضا تعليل الحكم لقوله عليه اصللاة والسلام : ( فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة ) وفيه أن المعتبر مراعاة الضعيف دون القوي لكن كما قلنا أولا بما يوافق السنة لكن إن طرأ طارئ فليخفف لأن هذا من السنة فليخفف عما هو معتاد لأن هذا من السنة يعني لو سمع أن أحدا أغمي عليه مثلا أو أن أحدا أصابته سعلة شديدة أو ما أشبه ذلك فليخفف لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع بكاء الصبي خفف لئلا تفتتن أمه وفيه أيضا أنه لا حرج على الإنسان أن يخفف الصلاة للحاجة لقوله : ( وذا الحاجة ) ومن أجل ذلك خففت صلاة السفر لأن الإنسان في الغالب يحتاج إلى السير نعم.