شرح حديث : ( ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول هذا لك وهذا لي فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا ... ) حفظ
الشيخ : ثم ذكر هذا الحديث حديث عبد الله بن اللتبية هذا الأصح وفيه نسخة الأتبية والأتبية لكن الصحيح اللتبية بدل الهمزة لام أنه بعثه على صدقة يعني بعثه من أجل جباية الصدقة أي الزكاة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي إلي هذا لكم يعني أنه من الزكاة وهذا أهدي إلي فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر قال سفيان فصعد المنبر وهذا يدل على اهتمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الأمر حيث صعد على المنبر كأنما يريد أن يخطب للجمعة فحمد الله وأثنى عليه كعادة خطبه ثم قال : ( ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول هذا له وهذا لي ) ولم يعين لأن المقصود معرفة الحكم وهذه هي طريقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه إذا أراد أن ينكر شيئا علنا لم يعين الشخص لأن المقصود معرفة الحكم لا التشهير بالفاعل إلا إذا كان هناك ضرورة وهنا قال ( ما بال العامل ) والاستفهام هنا للإنكار وبال بمعنى شأن ثم قال عليه الصلاة والسلام ( فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا ) لو جلس في بيت أبيه وأمه ما أهدى الناس له إنما أهدى الناس له من أجل أنه عامل ولا شك أن الهدية إلى العامل تؤثر انعطافا منه أي من العامل على من أهدى إليه لأن الهدية تجلب المودة والمحبة فإذا أحبه فإنه يحابيه إما بإسقاط الواجب عنه أو بإعطاءه ما لا يستحق أو ما أشبه ذلك ثم قال ( لا ) يعني لا نقبل هذا ( والذي نفسي بيده ) ويحتمل أن تكون لا زائدة في تأكيد القسم كزيادتها في قوله تعالى : (( لا أقسم بهذا البلد )) (( لا أقسم بيوم القيامة )) فإن الصحيح أن لا هنا زائدة للتنبيه والتوكيد ( لا والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ) هذا حكاية عن أصوات هذه الحيوانات يحملها على رقبته وليست ساكنة ساكتة بل لها رغاء إذا كانت بعيرا من أجل الزيادة في قلقه وتعذيبه وكذلك أيضا البقرة لها خوار والثالثة الشاة تيعر ويسمى عندنا تثغي يعني لها ثغاء من أجل زيادة القلق في تعذيبه والعياذ بالله ( ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ) أي لون الإبطين وهو يختلف عن لون الجسم لأنه خفي اي جلد الإبطين لا يتأثر بالعوامل الظاهرية كالشمس والهواء فيكون أعفر قال ( ألا هل بلغت ) ثلاث مرات وهذا الاستفهام للتقرير تقرير تبليغه عليه الصلاة والسلام وفي هذا الحديث التحذير من قبول العامل الهدية ما هو ظاهر.