فوائد حديث صلاة أبي بكر بالناس لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بين بني عمرو . . حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث من الفوائد فوائد عدة أولا جواز استخلاف الإمام من يصلي عنه فإنه لما حانت الصلاة قام بلال إلى أبي بكر وقال صل فقال هل قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال نعم فقام فصلى وفيه أيضا جواز تخطي الرقاب للحاجة والمصلحة لأن النبي صلى الله عليه وآله سلم شق الصف حتى وصل إلى الصف الأول وفيه أيضا فضيلة أبي بكر رضي الله عنه حيث لم يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله سلم وفيه دليل أيضا على جواز الحمد في الصلاة عند حصول النعمة أو اندفاع النقمة لأن أبا بكر حمد الله سبحانه وتعالى ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وآله سلم وفيه أيضا دليل على جواز انتقال الإنسان من الإمامة إلى الائتمام لأن أبا بكر انتقل من كونه إماما إلى كونه مأموما وفيه أن المشروع تقدم الإمام على الصف وفيه أيضا أن المخالفة للإكرام والتواضع لا تعد معصية فإن أبا بكر خالف حيث أمره النبي صلى الله عليه وآله سلم أن يبقى ولكنه لم يبق خالف فرجع لكن هل رجع عصيانا للرسول عليه الصلاة والسلام ومخالفة له ؟ لا بل بالعكس إكراما وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله سلم أخذ العلماء من هذا أن المخالفة للإكرام لا تعد معصية ولا يوصف المخالف بالعاصي وبناء على ذلك لو أمرك والدك بشيء فأبيت إكرام الوالد فإن ذلك ليس بالعقوق لأن ذلك ليس معصية وفيه أيضا أنه إذا ناب الناس شيئ في الصلاة فالمشروع للرجال أن يسبحوا وللنساء أن يصفحوا أي يصفقن وفيه أيضا أن أي أمر يعرض للإنسان سواء يتعلق بالصلاة أو لا فإنه يسبح لقوله : ( إذا نابكم أمر ) وهذا عام وفيه أيضا إشارة إلى أن المرأة لا ينبغي لها أن ترفع صوتها أمام الرجال حتى في مقام العبادة التي هي أبعد حالا عن الفتنة لأن النبي صلى الله عليه وآله سلم أمر النساء في هذه الحال أن يصفقن وفيه دليل أيضا من فوائد الحديث أن الإنسان إذا نزل نفسه تواضعا فإنه لا يلام لقوله : ما كان لابن أبي قحافة.