تتمة فوائد حديث صلاة أبي بكر بالناس لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بين بني عمرو . حفظ
الشيخ : وفيه أيضا أن المخالفة للإكرام والتواضع لا تعد معصية فإن أبا بكر خالف حيث أمره النبي صلى الله عليه وآله سلم أن يبقى ولكنه لم يبق خالف فرجع لكن هل رجع عصيانا للرسول عليه الصلاة والسلام ومخالفة له ؟ لا بل بالعكس إكراما وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله سلم أخذ العلماء من هذا أن المخالفة للإكرام لا تعد معصية ولا يوصف المخالف بالعاصي وبناء على ذلك لو أمرك والدك بشيء فأبيت إكرام الوالد فإن ذلك ليس بالعقوق لأن ذلك ليس معصية وفيه أيضا أنه إذا ناب الناس شيئا في الصلاة فالمشروع للرجال أن يسبحوا وللنساء أن يصفحن أي يصفقن وفيه أيضا أن أي أمر يعرض للإنسان سواء يتعلق بالصلاة أو لا فإنه يسبح لقوله : ( إذا نابكم أمر ) وهذا عام وفيه أيضا إشارة إلى أن المرأة لا ينبغي لها أن ترفع صوتها أمام الرجال حتى في مقام العبادة التي هي أبعد حالا عن الفتنة لأن النبي صلى الله عليه وآله سلم أمر النساء في هذه الحال أن يصفقن وفيه دليل أيضا من فوائد الحديث أن الإنسان إذا نزل نفسه تواضعا فإنه لا يلام لقوله : ما كان لابن أبي قحافة وهذه كنية لكنها لا تدل على لقب أو على شيء فيه مدح لكن أبا بكر وضع نفسه هكذا بجانب تعظيم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طيب وفي الحديث قوله : ( أن امضه ) أن هذه ظنية ولا ... يعني امض أصلها امضي لكن تأتي فاء السكت في مثل هذا كثيرا وفيه أيضا من فوائد الحديث دليل على الاستفسار عن الشيء إما لمعرفة بيان وجهه وإما للجهل به لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( ما منعك إذ أومأت إليك ألا تكون مضيت ) يسأل لماذا تأخرت والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمره أن يبقى فهذا دليل على أنه يستفسر الإنسان ليتبين وجه الأمر لا لأنه جاهل بالشيء.