شرح حديث جمع أبي بكر للقرآن . حفظ
الشيخ : ثم ذكر حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : بعث إلي أبو بكر لمقتل أهل اليمامة يعني عند مقتل أهل اليمامة وعنده عمر يعني لم يبعث للمقتل لكن عند المقتل واللام هنا هي كقوله تعالى (( أقم الصلاة لدلوك الشمس )) أي عند وعنده عمر فقال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن استحر يعني اشتد وقتل منه نحو سبعين قارئ وهؤلاء يؤثرون في ذلك الوقت يقول : وإني أخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير القائل ؟ القائل عمر وإني أرى يقول عمر بجمع القرآن هذا الأدب في اللفظ أرى أن تأمر ولم يقل أرى أن يجمع بل قال أرى أن تأمر لأن الأمر لمن ؟ لأبي بكر بجمع القرآن فقلت يقول أبو بكر : كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهو عبادة لأن حفظ القرآن من العبادة بل من افضل العبادات فكيف يفعله والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله فقال عمر : هو والله خير يعني جمع القرآن خير وأقسم على ذلك وإن كان لم يستقسم لأن الأمر يقتضي الاهتمام والعناية فهو جدير بأن يقسم عليه ولهذا أقسم بأنه خير فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر وإلا لو بقي لم ينشرح صدره ما وافق عمر رضي الله عنه لكن لما انشرح صدره وافق ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد قال أبو بكر وإنك رجل شاب عاقل لا نتهمك رجل شاب ووصفه بالشباب لأن الشباب ذو نشاط وقوة بدنية عاقل هذه القوة العقلية العاقل لا يتصرف إلا بما يراه مفيدا وحكمة لا نتهمك هذه الأمانة يعني فأنت عندنا أمين فهذه ثلاثة أوصاف وصف بها خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد بن ثابت واكرم بها من أوصاف قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه يعني فأنت مؤتمن من قبلنا على هذا القرآن العظيم قال زيد : فتتبع القرآن فاجمعه قال زيد فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما كلفني من جمع القرآن لأن الأمر عظيم يحتاج إلى تتبع من الرجال وإلى ثقة من رآه عنده والبحث عن حاله فالمسألة عظيمة جدا والمسؤولية كبيرة يقول قلت : كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم اعترض على هذا الرأي بما اعترض به أبو بكر على عمر قال أبو بكر : هو والله خير كجواب عمر لأبي بكر فلم يزل يحث مراجعتي حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر.