حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر سمعت جابراً قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بايعني على الإسلام فبايعه على الإسلام ثم جاء الغد محموماً فقال أقلني فأبى فلما ولى قال ( المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها ) حفظ
القارئ : حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر سمعت جابراً قال : ( جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بايعني على الإسلام فبايعه على الإسلام ثم جاء الغد محموماً فقال أقلني فأبى فلما ولى قال : المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها ) .
الشيخ : سبق لكن الآية قوله تعالى : (( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله )) هذه نزلت في بيعة الرضوان حيث بايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه لما أشيع أن عثمان قد قتل وقد أرسله إلى قريش للمفاوضة فبايعهم تحت الشجرة فقال الله تعالى : (( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله )) لأنه رسول الله فبيعته بيعة لله عز وجل كما لو أرسل إنسان مندوبا له يبايع الناس فبايعوه فإن مابعيتهم لهذا المندوب مبايعة لمن ... فهم يبايعون الله وقوله : (( يد الله فوق أيديهم )) نعم يد الله فوق أيديهم لأن الله فوق كل شيء ويده من صفاته فهو فوق أيديهم وقيل المعنى يد رسول الله لأن المبايع عندما يبايع غيره يقول هكذا يضع يده فيكون يد الله أي يد رسول الله وأضاف الله يد رسوله إليه لأنه قد أرسله للمبايعة فتكون يد الرسول كيد الله عز وجل كما أن بيعة الرسول هي بيعة لله والأول أسعد بظاهر اللفظ أنها يد الله نفسه عز وجل والثاني أسعد بالمعنى من حيث المعنى فإن يد رسول الله كيد الله عز وجل من كونه بايع أصحابه (( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه )) ولا يضر إلا نفسه (( ومن أوفى بما عاهد عليه )) بالكسر والقراءة المشهورة بالضم والأصل في الكسر لأن قبلها الياء وإذا كان ضمير الغيبة قبله الياء وهو مفرد مذكر فإنه يكسر ولكن لما كانت القراءة نقلا صح أن تقرأ (( بما عاهد عليهُ الله )) وفي هذا دليلا على أن معاهدتهم للرسول معاهدة لله عز وجل (( فسيؤتيه أجرا عظيما )) أجرا أي ثوابا عظيما لأن الحسنة بعشر أمثالها إلى 700 ضعف ولأنه ثواب باقي ثم ذكر حديث الأعرابي وقد سبق مرتين.