ما هي أركان الإتباع وهل هناك كتاب ألف في هذا الموضوع.؟ حفظ
السائل : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به وا لأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فإني قد خرجت من بغداد في يوم السادس والعشرين من شعبان سنة اثنتي عشرة وأربعمئة وألف للهجرة قاصدا بلاد الشام ولسان حالي يقول كما قال الشاعر : " أمر على الديار ديار ليلى فأقبل ذا الجدار وذا الجدار ما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار " فيممت وجهي شطر بيت شيخ الحديث في زماننا هذا فقرت عيني برؤيته وسعد قلبي بمجالسته فجعلت أردد فرحا مع نفسي بكلامه وحسن اختياره " جعلتك في السويدا من فؤادي ومن حدقي فديتك بالسواد " وقمت بطرح أسئلة على شيخنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بارك الله في عمره وجعل الحق على لسانه وقلمه وجعل الجنة تحت قدمه وقد أجاب أجوبة كافية وردودا شافية زاده الله قوة وعافية وأسأل الله العظيم وبنور وجهه الكريم أن يديم علينا هذه النعمة ويبعد عنا النقمة وقد سجلت هذه الكلمات ضمن سلسلة الهدى والنور التي قام بتسجيلها والتأليف بينها الأخ العزيز المكرم محمد بن أحمد بن أبي ليلى الأثري زاده الله إيمانا وإحسانا وفقنا الله وإياه للعلم النافع والعمل الصالح وأستغفر الله العظيم لي ولجميع المسلمين وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه محمود بن سلمان البغدادي .
الشيخ : تفضل
السائل : علمنا الفرق بين السنة والبدعة لكن ما قرأنا كتابا يتكلم عن أركان الاتّباع كما أن هناك كتب تذكر أركان التوحيد أركان الاتباع؟
الشيخ : أي نعم هذا ما أظن أن الأمر يحتاج إلى شيء من ذاك التفصيل الذي سألت عنه وبخاصة أن السنة لها اصطلاحات عند العلماء فالسنة عندهم هي ما تقابل الفريضة أو ما دون الفريضة ثم هي فوق المستحب والمندوب لكن هذا اصطلاح طارئ ذلك لأن السنة شرعا أوسع بكثير من معنى السنة اصطلاحا فالسنة هي الشريعة التي جاء بها عليه الصلاة والسلام وعلى هذا ينبغي أن يفسر حديثان أحدهما صحيح والآخر لا أصل له نذكر الآخر من باب التنبيه والتحذير من أن يقال على الرسول عليه السلام ما لم يقل لكن لو صح فهو بمعنى الحديث الأول الحديث الصحيح وهو قوله عليه السلام : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) من رغب عن سنتي فليس مني أظن أن الحاضرين أو بعضهم يذكر مناسبة هذا الحديث وهي ( في قصة الرهط الذين جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يجدوه فسألوا نساءه عن قيامه وصيامه وإتيانه لنسائه فذكرن ما يعلمن من ذلك وقلن إنه يقوم وينام ويصوم ويفطر ويتزوج النساء قال راوي الحديث وهو أنس بن مالك قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه لما سمعوا قول نسائه عليه السلام وعبادته قال أنس تقالوها أي وجدوها قليلة لما جاء الرسول عليه السلام وأخبروه الخبر عفوا للحديث تتمة ، قليلة كما قال أنس تعاهدوا بينهم أن يقوم كل واحد منهم بعبادة أبد الدهر قال أحدهم أما أنا فأقوم الليل ولا أنام وقال الآخر أنا أصوم ولا أفطر وقال الثالث أنا لا أتزوج النساء وانصرفوا على هذا فلما جاء الرسول عليه السلام وأخبر الخبر خطب في الصحابة قال ما بال أقوم يقولون كذا وكذا وكذا أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أصوم وأفطر وأقوم الليل وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) إذًا السنة في لغة الشرع هو معناه الشريعة والاستقامة على ما جاء من أمر ومن نهي الحديث الآخر بنفس المعنى ولكنه لا أصل له وأنا أذكره لأنه يرد ذكره في بعض كتب الفقه التي تروي ما هب ودب ( من ترك سنتي لا تناله شفاعتي ) لو صح هذا فالمقصود بالسنة هنا كالسنة في الحديث الأول لأن الشفاعة كما قال عليه السلام ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) بينما هم يوردون هذا الحديث في كتب الفقه حينما يذكرون السنن الرواتب فللحض عليها بيقولون الرسول عليه السلام قال هذا الحديث والحديث لا أصل له فإذًا إذا كان شرعا السنة معناها تشمل كل ما في الشريعة من عقيدة ومن عبادة بأنواعها وأشكالها ومن سلوك وأخلاق ونحو ذلك فليس في هذا المعنى حاجة إلى أي تفصيل آخر .