حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي عبيد اسمه سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يتمنى أحدكم الموت إما محسناً فلعله يزداد وإما مسيئاً فلعله يستعتب ) حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي عبيد اسمه سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يتمنى أحدكم الموت إما محسناً فلعله يزداد وإما مسيئاً فلعله يستعتب ) .
الشيخ : باب ما يكره من التمني ، يعني أن من التمني ما يكره وذكر الآية : ((ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)) . يعني لا تتمنوا أن يكون لكم ، (( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله )) فيتمنى ما أنعم الله به على غيره أن يكون له ، نقول لا تفعل ، إسأل الله من فضل ، وقل كما قال اللهم كما مننت على فلان بكذا ، فامنن علي بمثله ، أما أن تتمنوا ما فضل الله به بعضكم عل بعض حتى يحرم منه وتبقوا أنتم ، ويبقى لكم فهذا مما نهى الله عنه ، وأما قوله : لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تتمنوا الموت لتمنيت ) يقوله أنس رضي الله عنه لما رأى من الفتن ، لأن أدرك الفتن التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم فكان يتمنى ، فكان يود أن يتمنى الموت لولا النهي ، وفي هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على موافقة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وطاعته ، وكذلك الحديث الذي بعده ، خباب ابن أرت قال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به، وفي الحديث الثالث بيان الحكمة من النهي عن تمني الموت ، وذلك لأنه قد يكون محسننا فيزاد ببقائه في الدنيا ، وقد يكون مسيئا فيستعتب ويستغفر ويتوب إلى الله عزوجل ، فلا ينبغي للإنسان أن يتمنى الموت ، وما من ميت يموت إلا ندم، إن كان محسننا ندم على أن لا يكون يزداد ، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون استعتب ، فإن قال قائل ما تقولون في قول مريم عليها السلام : (( يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ))، فالجواب عن هذا أن نقول إنما أرادت التمني بأنها ماتت قبل هذه الفتنة ، يعني ما أتت ولم تفتن ، ولم تتمن تعجل الموت ، فكأنها تقول ليتني مت قبل أن يصيبني ما أصابني ، وليست تقول مت قبل هذا فتكون قد تمنت الموت ، ففرق بين أن يتمنى الإنسان الموت قبل أن يصاب بالفتنة وبين أن يتمنى تعجل الموت ، الأخير هو المنهي عنه ، ولهذا جاء في الحديث : ( إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) ، ومثل هذا قول يوسف عليه الصلاة والسلام ، (( أنت وليني في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين )) توفني مسلما ليس هذا دعاء ، دعاء بالموت ، لكن ، لكنه دعاء بالموت على هذا الوصف وهو الإسلام ، ويشبهه ما في دعاء الجنازة ، ( ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان )، نعم .
الشيخ : باب ما يكره من التمني ، يعني أن من التمني ما يكره وذكر الآية : ((ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)) . يعني لا تتمنوا أن يكون لكم ، (( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله )) فيتمنى ما أنعم الله به على غيره أن يكون له ، نقول لا تفعل ، إسأل الله من فضل ، وقل كما قال اللهم كما مننت على فلان بكذا ، فامنن علي بمثله ، أما أن تتمنوا ما فضل الله به بعضكم عل بعض حتى يحرم منه وتبقوا أنتم ، ويبقى لكم فهذا مما نهى الله عنه ، وأما قوله : لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تتمنوا الموت لتمنيت ) يقوله أنس رضي الله عنه لما رأى من الفتن ، لأن أدرك الفتن التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم فكان يتمنى ، فكان يود أن يتمنى الموت لولا النهي ، وفي هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على موافقة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وطاعته ، وكذلك الحديث الذي بعده ، خباب ابن أرت قال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به، وفي الحديث الثالث بيان الحكمة من النهي عن تمني الموت ، وذلك لأنه قد يكون محسننا فيزاد ببقائه في الدنيا ، وقد يكون مسيئا فيستعتب ويستغفر ويتوب إلى الله عزوجل ، فلا ينبغي للإنسان أن يتمنى الموت ، وما من ميت يموت إلا ندم، إن كان محسننا ندم على أن لا يكون يزداد ، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون استعتب ، فإن قال قائل ما تقولون في قول مريم عليها السلام : (( يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ))، فالجواب عن هذا أن نقول إنما أرادت التمني بأنها ماتت قبل هذه الفتنة ، يعني ما أتت ولم تفتن ، ولم تتمن تعجل الموت ، فكأنها تقول ليتني مت قبل أن يصيبني ما أصابني ، وليست تقول مت قبل هذا فتكون قد تمنت الموت ، ففرق بين أن يتمنى الإنسان الموت قبل أن يصاب بالفتنة وبين أن يتمنى تعجل الموت ، الأخير هو المنهي عنه ، ولهذا جاء في الحديث : ( إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) ، ومثل هذا قول يوسف عليه الصلاة والسلام ، (( أنت وليني في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين )) توفني مسلما ليس هذا دعاء ، دعاء بالموت ، لكن ، لكنه دعاء بالموت على هذا الوصف وهو الإسلام ، ويشبهه ما في دعاء الجنازة ، ( ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان )، نعم .