شرح حديث النهي عن الوصال . حفظ
الشيخ : ثم ذكر المؤلف حديث الوصال أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الوصال والوصال أن يقرن الصائم يومين بدون فطر بينهما ، هذا الوصال وقد نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنه ، مع أنه كان يفعلها ولهذا لما نهى عنه الصحابة ، قالوا إنك تواصل ولنا فيك أسوة في الوصال ، ولكنه بين الفرق ، قل إني لست كهيأتكم ، إني لست كهيأتكم ، أو قال أيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، يطعمني ويسقيني ، يعني فلست أواصل ، لو واصلت حسا ، فلا أواصل معنا ، لأن الله تعالى يطعمه ويسقيه ، لكنه ليس إطعاما حسيا ، ولا سقيا حسية ، لأنه لو كان كذلك لم يكن مواصلا ، ولم يكن ممسكا ، فما هذا الإطعام و الإسقاء ، قال بعضهم إنه يطعم من الجنة ، ويسقى من الجنة ، وهذا ضعيف ، لأنه حتى لو أطعم من الجنة أو سقي من الجنة فهو غير مواصل، والصحيح ، أنه ما كان في قلبه من الإنشغال بالله عزوجل ، فإنه بانشغاله بالله وذكره لله ، لا يهمه الأكل ولا الشرب ، لا يهمه الأكل ولا الشرب ، وهذا شيء محسوس أن الإنسان إذا اشتغل إشتغالا تاما بشيء، نسي نسي ما سواه ، تجده إذا كان منهمكا في شغل من الأشغال يأتي عليه وقت الغدا ووقت العشاء وما يهمه ، وقد قال الشاعر : " لها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشراب وتلهيها عن الزاد " ،لها أحاديث من ذكراك ،إذا قامت تذكر وتحدث بك نسيت الأكل والشرب تشغلها عن الشراب وتلهيها عن الزاد ، هذا هو المعنى الصحيح لهذا الحديث ، وقال عليه الصلاة والسلام في آخر الأمر لما واصلوا وليس قصدهم رضي الله عنهم المعنادة ، لكنهم فهموا أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أراد الرفق بهم ، فقالوا نتحمل المشقة ، ولم يريدوا قطعا المعصية ، فواصل بهم النبي عليه الصلاة والسلام ، تركهم ، يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال ، هلال شوال ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( لو تأخر لزدتكم كالمنكل لهم ) حتى يمسهم الجوع والعطش ويعرفوا حكمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النهي عن الوصال ، وفيه أيضا ، في بعض الألفاظ ( لو مد بي الشهر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم ) ، في هذا إشارة إلى أن التعمق مذموم .